الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
الأطفال هم عصافير الجنة، وهم الأرض البكر التي نتحمل مسؤولية ما يزرع داخلها من خير أو شر من جمال أو قبح ، فكان لفريق مدى الثقافي إحساس بالمسؤولية تجاه الأطفال من خلال ملتقى للرسم في الهواء الطلق، لبلورة القيم والأخلاق النبيلة لدى أطفالنا وإبعادهم عن إرهاصات الحرب.
التقينا مع مدير مشروع مدى الثقافي “رامز الحسين ” ليحدثنا عن عمق المبادرة، فقال: هذا النشاط هو الرابع المخصص للأطفال، بعد نجاح الملتقى السابق الذي أقمناه في حديقة الدبابير، لما لقي من اهتمام الأطفال بالمبادرة ومشاركتهم في المعرض، فقررنا أن نقيم ملتقى خاصا بالأطفال في فترة الصيف، فكان خيارنا حديقة عكرمة كنوع من التنوع في الأماكن وأحياء حمص، كان للحادث المؤسف للطفلة جوى قبل الملتقى بيومين وقعاً في النفوس ليس على مستوى حمص فقط وإنما على مستوى سورية، فأحببنا أن نربط ذكرى الطفلة بشيء جميل مفرح للأطفال من خلال ملتقى الرسم ، حيث استقطبنا الأطفال من كافة الأحياء، ولكن أغلبهم من الأحياء المجاورة بسبب صعوبة النقل.
وأضاف مسؤول الفن التشكيلي في فريق مدى الثقافي ” فريد وسوف” : توجهت مدى نحو رعاية مواهب الأطفال، لإبعادهم عن جو الكبت الذي يعيشونه، فخرجت بفكرة الملتقى في هذه الحديقة ، وقد ضم الملتقى 40 طفلاً يرسمون بحرية ونحن كفريق مدى نحيط بالأطفال ونساعدهم بصقل موهبتهم ومن الفنانين المشاركين الفنان محمد العلي والفنانة أية ظفور وغيرهم.
أما غسان دلول أحد أعضاء فريق مدى ومرافق لحفيده المشارك فيقول: هكذا ملتقيات تجعلنا نشعر بالتفاؤل بمستقبل أفضل لأطفالنا برعاية من فريق مدى وغيره، وقد لاحظت تطور موهبة حفيدي من خلال مشاركته بهذه الملتقيات.
وتحدث الفنان التشكيلي محمد العلي عن مشاركته، قائلا: أحببنا أن نقيم ملتقى فن للأطفال في حمص فهو أول ملتقى للأطفال لفريق مدى، خرجت من خلاله إبداعاتهم، وأفكارهم المميزة، بمحاولة لإبعادهم عن الأحداث والحرب، حيت تأطرت مخيلة أطفالنا على مشاهد الحرب من خلال رسومهم، فكنا لا نرى سوى الجندي والبندقية في لوحاتهم.
ومن الأطفال المشاركين الطفل كرم دلول ذو الأحد عشرة عاماً،الذي رسم وجه الطفلة الملاك جوى بإحساس عالي، وعبر عن سعادته بهذه المشاركة من خلال وجوده في الحديقة مع نظرائه، حيث شكلت لديه دافعا للرسم ..
أما روان إبراهيم ذات 14 ربيعاً فتحدثت عن تطور موهبتها ومرونة أصابعها في الرسم من خلال مشاركتها.