الثورة_تحقيق_فادية مجد:
في عام ٢٠١٨ صدر عن وزير الإدارة المحلية والبيئة القرار رقم ١٧٩ القاضي بإحداث ٢٢ بلدية في مختلف مناطق محافظة طرطوس، وخاصة في البلديات الكبيرة التي كانت تعاني ضغطاً سكانياً، علّ إحداث تلك البلديات يسهم في إيلاء القرى والمزارع التي اتبعت لتلك البلديات المحدثة خدمات أفضل.
واليوم وبعد مضي أربع سنوات على قرار إحداثها نتساءل قائلين هل قدمت تلك البلديات المحدثة خدمات وأنجزت مهامها على أكمل وجه؟ وهل تم دعمها ورفدها بما تحتاجه من دعم مالي وكادر بشري وآليات لإنجاز أعمالها؟
*بلدية سرستان المحدثة..
الثورة تواصلت مع عدد من البلديات المحدثة في ريف صافيتا والبداية كانت مع بلدية سرستان المحدثة ورئيس بلديتها المهندس “حسان محمد” والذي أشار بداية إلى أن البلدية تضم قرية سرستان ومزرعتها عين خيار، وقرية مشرفة كحلة ومزرعتها الصليب، بعد أن كانوا يتبعون لبلدة رأس الخشوفة، ولكن نظراً لكبر القطاع الجغرافي لبلدة رأس الخشوفة، وبعد القرى المذكورة عن مركز البلدة كان من الصعوبة تقديم الخدمات، مبيناً أنه يبلغ عدد سكان القريتين حوالي خمسة آلاف نسمة، وهذا أحد شروط إحداث البلديات.
*تم تخصيصهم بمبالغ ولكن؟!
وحول واقع عمل البلدية وما تم تنفيذه من خدمات ولاسيما في مجال مد القمصان الاسفلتية والصرف الصحي أفاد قائلاً انه في عام 2019 لم نحصل على تمويل من الموازنة المستقلة، أما في عام 2020 فقد حصلنا على مبلغ ستة عشر مليونا وسبعمئة ألف ليرة تم من خلالها تعبيد وتزفيت طريق بطول 600م بين قريتي سرستان ومشرفة كحلة (طريق مختصر للمسافة)، وفي عام 2021 حصلنا على مبلغ عشرين مليون ليرة لتعبيد وصلات في قرية مشرفة كحلة ومزرعتها الصليب بطول1350م، وقد تم توقيع عقد بالتراضي مع شركة الطرق والجسور بهذا الخصوص، ولكن حتى تاريخه لم ينفذ بسبب عدم توفر المازوت وبقايا المقالع والسائل الإسفلتي لدى الشركة.
وفي عام 2022 تم تخصيصنا بمبلغ خمس وسبعين مليون ليرة لتعبيد وصلات بطول1070م في قرية سرستان ومزرعتها عين خيار ، حيث تم الإعلان بمناقصة والإضبارة حاليا في المحافظة للتصديق بعد أن رست المناقصة على متعهد.
* تخديم ٦٥ بالمئة صرف صحي..
ونوه “محمد” أنه في ضوء ما سبق وفي حال تم تنفيذ المشروعين تكون نسبة مد القمصان الإسفلتية حوالي ٢٠ بالمئة.
وبالنسبة للصرف الصحي فقد تم تنفيذ مشروع على مستوى الوزارة بقيمة حوالي اربعمائة مليون في العام 2019، وربع الأعمال حوالي مئة مليون ليرة في عام2020 وذلك في قرية سرستان، حيث بلغت نسبة التخديم حوالي65% من الأهالي في مشرفة كحلة وحاراتها، لافتا إلى قيامهم بدراسة وصلات صرف للأماكن غير المخدمة، لكنهم لم يحصلوا على موافقة لجنة السلامة البيئية حتى تاريخه، وعن الآليات والكادر ذكر أنه تم تخصيصهم بجرار.
أما بخصوص كادر البلدية فأوضح أنه كان قبل مسابقة المسرحين يضم المكتب الفني، والمؤلف من مهندس ومراقب فني عدد (اثنان) مفرزين من الخدمات الفنية، كما تم التعاقد مع سائق جرار وعامل نظافة لحين مباشرة المفرزين إلى بلديتنا من مسابقة المسرحين، والذي عين منهم في بلديتنا سائق للجرار و( جابي ) إضافة لشرطي بلدية وعاملي نظافة يتم استكمال أوراقهما الثبوتية، موضحاً أن بناء البلدية مستأجر، وقد حاولوا مراراً لنقل عقار (أملاك دولة) من أجل بناء مقر للبلدية ولكن لم يتم الموافقة من قبل وزارة الزراعة.
* أبرز الصعوبات ..
وحول الصعوبات التي تعوق إنجاز أعمالهم ذكر أنها تتمثل بعدة أمور أهمها عدم استقرار الأسعار الأمر الذي يؤدي إلى اختصار أطوال الوصلات المدروسة بنسة حوالي خمسين بالمئة، وبالتالي انخفاض نسبة مد القمصان الاسفلتية، مبيناً أنه حتى تاريخه لم تنفذ شركة الطرق والجسور العقد الموقع بالتراضي بين البلدية والشركة منذ عام ٢٠٢١.
ومن الصعوبات والمعوقات التي يعانون منها كبلدية محدثة أن الطرق الموجودة ضمن قطاع البلدية معظمها بحاجة إلى تعبيد وصيانة وتم دراسة أكثر من مشروع تعبيد وتزفيت وصلات ضمن قطاع البلدية وطالبنا بإعانة مالية للتنفيذ، ولكن كانت الأموال المرصودة لهم من الموازنة المستقلة غير كافية، الأمر الذي أثر على صورة البلدية بنظر أهلنا، بحيث لم يلاحظوا أي تغيير يذكر وهذا حقهم، رغم عملنا وتعبنا ككادر البلدية والذي نجده قد ضاع سدى، فقط دراسة مشاريع وتدقيق وحتى المشروع مع شركة الطرق والجسور لم ينفذ حتى تاريخه مبينا أنه نحن من يقدر الواقع والصعوبات ، ولكن المواطن من حقه أن يلمس الخدمة على أرض الواقع ، ولهذا نطالب بزيادة التمويل للبلدية من الموازنة المستقلة للمحافظة لتوسيع دائرة المستفيدين من الموازنة المستقلة للمحافظة لدائرة المستفيدين من الخدمات العامة، مع تزويد البلدية بآلية (بوب كات).
* بلدية أوبين المحدثة..
وبالانتقال إلى بلدية أوبين المحدثة بالقرار رقم / ١٧٩ تاريخ 25/10/2018 والتي تضم ٤ قرى ومزرعة هي (أوبين – بيت طيون _ عين الكبيرة-سنديانة اوبين – مزرعة حكر الشيخ اسماعيل) وبتواصلنا مع المهندسة “ولاء عيسى” رئيس بلديتها التي قالت إنه بالنسبة لمد القمصان الإسفلتية في قطاع البلدية خلال أربع سنوات قد بلغت نسبة الإنجاز حوالي ٣٠ بالمئة وهي كالتالي : طريق بيت طيون -طريق حارة الدوارة-طريق وادي اوبين-طريق سنديانة اوبين -وطريق حارة الدبينة بالإضافة إلى صيانة بعض الطرق .
وتنفيذ مشروع صرف صحي واحد
وبخصوص مشاريع الصرف الصحي أشارت م . “عيسى” إلى أنه تم تنفيذ مشروع في اوبين حارة الروضة – المدرسة الثانوية، إضافة لصيانة بعض الوصلات ضمن قطاع البلدية.
وحول الصعوبات وأبرز معاناتهم أكدت أن قطاع بلدية ” اوبين” قطاع ضخم ومن أكبر القطاعات في المنطقة، ولكنه مهمل وينقصه الكثير من الدعم المادي لتوفير كافة الخدمات فيه.
مشيرة إلى أن تخديمه بالصرف الصحي لا يتجاوز 20 بالمئة ، والباقي هي جور فنية بمشاكلها التي لا تنتهي إضافة إلى النقص الحاصل في عدد الكادر اللازم للعمل، حيث إن البلدية بدأت بالعمل بكادر بسيط (مهندس، مراقب فني، محاسب) مكلفين بأيام محددة، وقد قامت المحافظة مشكورة بدعم البلديات المحدثة ماديا ومعنوياً.
واضافت: كون هذه القطاعات تحتاج الكثير من الخدمات وخاصة مشاريع الصرف الصحي نأمل ان يقدم لهذه البلديات دعماً أكبر، مشيرة إلى أحد
المشاريع المتعثرة والضرورية في المنطقة وهو مشروع صرف صحي (ضهر اوبين-سنديانة اوبين) على طريق صافيتا _ جرد صافيتا، لأنه طريق حيوي وفيه كثافة سكانية وتعتمد المنازل على الجور الفنية التي تطوف على الطريق العام مشوهة المنظر العام بالإضافة لتأثيرها على خطوط المياه وعلى الصحة والسلامة العامة.
*مطالب بالدعم المادي..
وختمت بالمطالبة بالدعم المادي لتخديم القطاع بنسبة 100% بالصرف الصحي بالإضافة لآليات مثل بوبكيت وقلاب لترحيل القمامة.
*وفي بلدية نشير
بدوره رئيس بلدية نشير المحدثة المهندس “علي ديب” قال : تضم بلديتنا المحدثة خمس قرى ومزرعتين هي قرى نشير، عين التينه، الشماميس، بيت المرج، السموقة، أما المزارع فهي مزرعة بيت حبقة، ومزرعة مسيل الدوالي، وقد تم مد القمصان الإسفلتية في كافة قرى قطاع البلدية بنسبة أربعين بالمئة، في كافة قرى قطاع البلدية، لافتا إلى أنه كان لا يوجد خدمات صرف صحي في قطاع البلدية قبل إحداث البلدية، وبعد إحداثها تم إنجاز وصلة صرف صحي رئيسية بطول 1400م من المصب القائم باتجاه طريق عام بلدية نشير.
_وعن الصعوبات التي تواجههم ذكر أنها تتمثل بعدم وجود الاعتماد المالي المطلوب للقيام بمشاريعهم مع العلم أنه تمت دراسة كافة مشاريع الصرف الصحي التى تخدم قرى قطاع البلدية وكذلك دراسة كافة مشاريع التعبيد والتزفيت، إضافة لما سبق نعاني من عدم وجود بناء خاص (مقر) بالبلدية. وطالب في ختام حديثه بدعمهم ماليا و تأمين مقر للبلدية.
*بلدية العديدة ..
وأخيرا بلدية العديدة هي أيضا من البلديات المحدثة والتي تضم ٦ قرى ومزرعتين فيما يبلغ عدد سكان ذلك القطاع ٦٠٠٠ نسمة تشمل قرى (حكر مخيبر، حكر زهية، عين الباردة ومزرعتها بيت رحال، العديدة ومزرعتها بيت درويش، بلاطة مغيزل ومزرعتها بطارش، وقرية بشرائيل).
وبتوجيهنا السؤال نفسه عن ما تم إنجازه كأولى الخدمات التي ينبغي أن تقدم من مد قمصان اسفلتية وتعبيد ومشاريع صرف صحي لرئيس بلديتها عبد العزيز مخيبر أفاد قائلاً: وصلت نسبة إنجاز القمصان الإسفلتية خلال أربع سنوات الماضية إلى ٧٠ بالمئة، شملت معظم قرى قطاع البلدية وهي عبارة عن وصلة يترواح طولها من ١٠٠ م وحتى ٥٠٠ م.
أما بخصوص مشاريع الصرف الصحي فأوضح مخيبر أنه تم إنجاز مشاريع صرف صحي في قرية حكر مخيبر، وعين الباردة فقط من الموازنة المستقلة، في حين تم تنفيذ وصلات الصرف الصحي الفرعية فهي من الموازنة الاستثمارية، بالإضافة إلى تنفيذ مصارف مطرية في كامل قطاع البلدية.
وأكد “مخيبر” أن معاناتهم تتمثل بنقص العمال، وخاصة عمال النظافة والتي مازالوا يعانون منها حتى تاريخه، رغم تعيين عمال نظافة عدد اثنين، من خلال المسابقة المركزية، ولكنهما يرفضان العمل، رغم علمهما بطبيعة الوظيفة وتسجيلهم عليها، أضف لذلك قلة عدد الآليات الهندسية (بوبكيت) وقلاب لجمع القمامة.