الثورة – آنا عزيز الخضر:
فعالية حدائق الفن، كانت غنية بالأعمال والعروض الفنية على مساحة القطر، ومن تلك الأعمال عرض “بلد الياسمين”.. من تأليف وإخراج “نضال عديرة”، وأدته فرقة أليسار المسرحية..
تغنى العرض بجمال الوطن، وجعل الياسمين متلازمة ترافق أجواءه وفضاءاته، وكان أكثر ما ميز العرض الذي اتجه إلى عالم الطفولة، سعيه إلى محاربة الخراب بالجمال والتدمير بالإعمار، وقد حمل في صراعه بين الخير والشر، الكثير من الدﻻلات والرموز التي تزخر بالقيم الجمالية في كل مناحي الحياة الذي اعتبرها سلاحاً يحارب به البشاعة..
حول العرض، تحدث الفنان “نضال عديرة” قائلاً: يدور العمل عن بلد يسمى بلد الياسمين، وفي هذا البلد يتم التحضير لعيد الياسمين السنوي، وأثناء التحضير له يأتي الغرباء للسيطرة على البلد بحجج واهية، لإلغاء العيد وحرمان الناس من الفرح، كما يدعي هؤﻻء الغرباء أن أرض الياسمين أرضهم، ويبدأ الصراع مع أصحاب الأرض حتى يتدخل الحكيم، فيطلب من كل طرف رسم لوحة يعبِّر فيها عن محبته لأرضه، ويعبِّر فيها عن مستقبل الأرض..
يتم رسم اللوحة من قبل الفريقين مع استعانة الغرباء بالخارج، وفي النهاية يرسم الفريقان كل لوحته، ويتم الاستعانة بالحضور لانتقاء اللوحة التي يرسم فيها الغرباء الخراب والدمار، فبهذا الدمار يمكنهم السيطرة على بلد الياسمين.. أما أصحاب الأرض، فيرسمون أرض الياسمين مزهرة بالمحبة، ومزدانة بالقوة والتنوع..
صحيح أن العرض استخدم الصراع والتناقض، إلا أنه حمل الكثير من الملامح الترفيهية، معتمداً على الرسم والألوان، ولافتاً نظر الطفل إلى كيفية التعبير عن أفكاره، ومن جهة ثانية، محاولة إشراك الطفل بآرائه، ليكون شريكاً بالعمل ومتفاعلاً معه…