الثورة – نيفين أحمد:
ربما يعتبر الكثير أو البعض منا بأن التلوين هو أداة للهو فقط ولايمت بصلة أبداً لأي شيء آخر، لكن اكتشف مؤخراً أن لهذا النشاط رغم بساطته إلا أنه يأخذ الكبار قبل الصغار خارج أنفسهم ما يجعله مشابها لتمارين التأمل، كما يحسن الصحة العقلية.
وفي عدة دراسات يؤكد خبراء علم النفس أن شعبية التلوين ازدادت مؤخراً خاصة لدى البالغين.. مشيرين إلى أن الرسم كان يُعرف بالنشاط البسيط والممتع للأطفال أما الآن فهو أداة لممارسة الصحة العقلية الجيدة.
ويقول الخبراء إن كتب التلوين للأطفال تتميز بشخصيات كرتونية وتصميمات بسيطة، أما كتب التلوين للبالغين فلها أنماط معقدة من الزهور أو الأعمال الفنية أو الحيوانات.
ما أثر التلوين على حياة الطفل وحياتنا؟
كان لنا وقفة مع الرسامة والفنانة التشكيلية لبنى أرسلان للإضاءة على هذا الموضوع وعن أثر التلوين في حياتنا كفنانين وفي حياة الآخرين تقول أرسلان؛ يمكن للتلوين أن يحسِّن الصحة من خلال تعزيز اليقظة وتخفيف التوتر وتقبل عدم الكمال وتعزيز اليقظة هي القدرة على التركيز، وبحسب رأيها تأتي هذه اليقظة نظراً إلى أن التركيز على اختيار اللون والبقاء داخل الخطوط يساعد على إيقاف التركيز في الضوضاء ومنح العقل المقدرة على التركيز في الحركات والأحاسيس والعواطف خلال اللحظة التي يتم فيها التلوين.
ولفتت إلى أن للتلوين طريقة صحية بحسب ما نشعر نحن عندما نقوم بالرسم وإضافة الألوان على رسوماتناحيث يعمل على التخلص من التوتر ويهدئ الدماغ ويساعد الجسم على الاسترخاء وتقليل مشاعر الاكتئاب والقلق.
وعلى الرغم من أن التلوين ليس العلاج النهائي للتوتر والقلق إلا أن العمل في جلسة تلوين طويلة له أثر كبير.
وتشير أرسلان إلى أنه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتلوين إذ يعد نشاطاً ممتعاً يخفف من الضغوط النفسية. وتطرقت أرسلان إلى الأثر النفسي الذي يولده التلوين أو الرسم في حياة أطفالنا حيث ينشِّط التلوين نفسية الطفل من خلال خلق انطباع نفسي معين من كل لون، فعندما يشعر الطفل بالخوف أو الخذلان أو التردد.. يمكن أن تكون الألوان مغيراً كبيراً لنفسيته ومن أهم مايمكن أن يعمل عليه الأهل أو المدرسين حيث تكون المشرقة كمحفزة للدماغ والتي من خلالها تساعد هذه اللوان على تنشيط ذاكرة الطفل.
وتابعت أرسلان عندما يشعر الطفل بالخوف او التردد نترك له مساحة بيضاء ومجموعة من الألوان ومن خلال العبث بها، يتم توجيهه فتكون مؤثرة بشكل مباشر بأصابعه يعبث بالألوان، الأصفر يحفز الإبداع، والبرتقالي والأحمر يثير لديه أحاسيس ومشاعر، وهنا يتم توجيهه ليدخل الأخضر والأزرق ومشتقاتهم فيكون هدوء النفس.
ونوَّهت أرسلان إلى أن الصغير والكبير عندما يلونون يمكن قراءة شخصيتهم من خلال ألوانهم وتكون إيجابية بشكل كبير إذ يلعب الكونتراست تأثيراً قوياً لدى الكبار، يشعر من خلاله أنه يرتب روحه وشخصيته وتؤكد على ضرورة الابتعاد عن اللون الأسود خاصة مع الأطفال.
وبحسب أرسلان التلوين يعتبر من أحد أسباب جلب الاسترخاء لأنه يجعل الانتباه يتدفق بعيداً عن أنفس الأشخاص فهو يأخذ انتباههم من التركيز على أنفسهم إلى التركيز على الوقت الحاضر ما يجعله مشابها لتمارين التأمل.
كما أن حقيقة أنه بالإمكان توقع نتائج التلوين تجعله جالباً للسعادة كما أنه من الصعب جداً أو المستحيل أن يخفق الشخص في التلوين وهذا يجعله جالباً للاسترخاء فلن تترتب على التلوين أي نتائج بل على عكس ذلك فهو اختبار للقدرات ونتائجه إيجابية ومضمونة وللتلوين طريقة رائعة للاسترخاء مثل القراءة فهي تساعد على نسيان ضغوطات العمل.