بات مألوفاً انتشار الأطفال في الأسواق والشوارع للعمل مهما كان صعباً وخطراً على حياتهم، مع ازدياد الغلاء والفقر وتردي المعيشة المتزايد، الذي يجبر الأهل لدفع صغارهم للمشاركة في إعالة الأسرة.
ربما لا تستطيع بعض مؤسساتنا التدخل لمنع عمالة الصغار في ظروف كالتي نعيشها، لكن يمكنها التدخل للحد من آثار أسوأ أشكال عمالة الصغار، وهذه ليست قضية جديدة عليها، لأن الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أعدت دراسة عن الموضوع سنة ٢٠١٧، ولاشك خرجت بتوصيات يمكن أن تكون دليل عمل لحماية الأطفال.
إن الكبار يضيقون ذرعاً عندما يعملون أعمالاً صعبة، فكيف حال الصغار؟ إنهم يحملون عبئاً مضاعفاً أحياناً يتمثل بالدراسة والعمل معاً، أو يحرمهم من التعليم، في الوقت نفسه الذي يعرض حياتهم للخطر.
لن نذكر الأرقام التي ذكرتها بعض الدراسات عن نسبة التسرب المدرسي، التي توضح حجم انتشار عمالة الأطفال، لكن نسأل عن تفعيل توصيات دراسة هيئة الأسرة التي ذكرناها، والتي يمكن أن تكون دليلاً للحكومة أو مدخلاً للتدخل ومراقبة المهن الصعبة التي يمارسها الصغار واليافعون ويتم التدخل لحمايتهم، سواء بالتعاون مع الجمعيات المهتمة بالأطفال أو غيرها.
قد لا تستطيع المؤسسات المعنية بالظروف الحالية منع عمل الأطفال، لكنها تستطيع التدخل للحد من آثار أسوأ أشكال عمالة الصغار، عن طريق الشراكة مع الجمعيات والإعلام، ووضع برامج مراقبة وغيرها، خاصة على المهن الأكثر خطورة كالعمل في القمامة.
يزداد العمل من أجل الأطفال صعوبة، وأصبح التدخل لحماية حياتهم أولوية على تعليمهم.
إن الحماية اليوم تدخل لا بد من تحقيقه للحفاظ على حياة الصغار واليافعين.