كلما اشتد الواقع الاقتصادي والمعيشي للسوريين وهو للأسف حالة مستمرة منذ سنوات يفرغ الناس ذاك الضغط بالتندر والانتقاد لتلك الحالة الصعبة في جلساتهم أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطن أي بارقة أمل أو انفراج يخرجه من دوامة أزمات معيشية تزداد وطأة تبعاتها السلبية على وضعه وظروفه الاقتصادية يصدم حقيقة بتصريحات بعض الخبراء الاقتصاديين وبعضهم على تماس مباشر مع صناع القرار الاقتصادي، مفادها أن الأشهر القادمة ستكون أكثر صعوبة مع قرب قدوم فصل الشتاء ويزيد هذا الواقع صعوبة استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية، ما يعني الاستمرار في آثارها علينا ومن باب التندر أيضاً هنا فإن مشكلة تحدث في بلدنا تفصلنا عنه آلاف الكيلومترات يتلقفها التجار ويعتبرونها سبباً رئيساً في رفع أسعارهم.
البعض ينظر لتلك التحليلات أو الآراء الاقتصادية على أنها واقعية ومبنية على معطيات ومؤشرات داخلية وعالمية والبعض الآخر يراها محبطة للناس وربما تعطي إشارة للمحتكرين وحيتان السوق لتخزين بضائعهم ومنتجاتهم بغرض طرحها لاحقاً بالسوق بأسعار مضاعفة مع قلة عرضها وهي حالة تكررت لسنوات عديدة سابقة لا بل أصبحت سمة لغالبية التجار والمنتجين الذين افتقدوا لأبسط مقومات العمل التجاري وأخلاقياته.
وبغض النظر عن وجهتي النظر السابقتين فإن أقل ما يقال عن واقع حال غالبية السوريين “وهو غير خفي عن أصحاب القرار” بأنه قاسٍ وغير مسبوق وقلة حيلة أرباب الأسر أمام أبسط مطالب أفرادها واضحة وجعلت الكثيرين منهم في مواقف محرجة وقاهرة وصلت حد التأثير في الصحة العامة من جراء الضغوطات الاقتصادية والحياتية.