-في مسلسل الأنيميشن الشهير (عدنان ولينا)، تقوم شخصية العالِم، جد لينا، باختراع حديقة خيالية كل ما فيها يحاكي الواقع، تتشابه تماماً مع ما يتم إيجاده حالياً، مثل تقنية الهولوجرام..
الزمن الحالي يثبت أن ما كان خيالاً يخطو باستمرار ليصبح واقعاً.
-ضمن كتابه (مستقبل العقل)، تحدث “ميتشيو كاكو” عن إمكانية تسجيل الذكريات والأحلام وكل ما يخص الوعي على أشرطة فيديو موصولة إلى كمبيوترات.
– بالنسبة للمسلسل البريطاني (بلاك ميرور) يبدو أنه يبني ما جاء فيه من أحداث وأفكار علمية (خيال علمي)، على ما تنبّأ به ميتشيو كاكو.
العمل لا يطرح إمكانية تسجيل أفكارنا وذكرياتنا فقط، إنما يخبرنا أن أياً منا يمكن أن يكون قادراً، في المستقبل، على التحكّم بذاكرته عبر جهاز يتصل بجهازه العصبي، يسجل حياته بالكامل ثم يمكن له أن يشاهدها في أي وقت لاحق.
هكذا بكل بساطة ستصبح إمكانية مشاهدة حياتنا السابقة، ذكرياتنا، الأفعال التي قمنا بها، والأحداث التي مررنا بها، متاحة ومسجّلة على “بطاقة ذاكرة”..
وبالتالي.. نصبح قادرين على عيشها مرة ثانية أو عاشرة أو أكثر..
ماذا لو رغبنا بمسح أحداث غير مُحبّبة..؟
ماذا لو أردنا حذف ذكريات موحشة، بشعة، وغير مرغوب فيها..؟
هل سنكون مجبرين على عيش أشياء سلبية، حزينة، مرعبة، في ظل انتشار حياة محزنة على “بطاقة الذاكرة”..؟
يخطر لي.. لو أتيحت لنا هذه التقنية فعلياً بماذا كنا احتفظنا من أحداث وذكريات خلال العقد الماضي..؟
هل كنا حذفنا غالبية ما حدث..؟
ربما كنا شطبناه كله..
أيمكن أن تصبح ذاكرتنا انتقائية أم تعذيبية في حال كنا سنضطر لعيش الماضي مرات عديدات..؟
يبدو أن الذاكرة الواقعية الفعلية سيتم إقصاؤها لصالح تلك المخزّنة على ذواكر إلكترونية..
وبالاعتماد على هذه الأخيرة سيغدو عمر ذواكرنا الحيّة منعدماً مع الوقت..
وسيغدو العيش ممسوخاً في “بطاقة الذاكرة”.