الثورة – إعداد : عماد شعبان
تسمى تقنية “صوتنة البيانات” وهي تقنية في غاية الروعة قادرة على تحويل البيانات إلى موسيقى حيث عمد فريق من العلماء إلى تحويل الصور المذهلة للسدم البعيدة التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لناسا، إلى موسيقى عبر التقنية الآنفة الذكر، وأتاح الفريق العلمي حاليا، ثلاث صور صوتية من أول إصدار لبيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي للجمهور.
وتعتمد الأصوات على الصورة الأيقونية “المنحدرات الكونية في سديم كارينا”، وصورة سديم الحلقة الجنوبية، وكلاهما كان جزءا من أول إصدار لبيانات جيمس ويب في 13 يوليو للكوكب الخارجي الغازي الساخن العملاق WASP-96 b.
وكل قطعة موسيقية فريدة من نوعها ومختلفة. ويشكّل الجدار المذهل من الغبار المحمر في سديم كارينا صوتا كونيا ممتعا إلى حد ما، بينما يولد السديم الدائري الجنوبي تجربة استماع شبيهة بأفلام الرعب.
وتقوم التقنية المستخدمة من قبل العلماء بترجمة البيانات إلى أصوات بناء على معايير محددة مسبقا. على سبيل المثال، ينتج كل نجم في السدم صوتا مميزا، على سبيل المثال، وفق حجمه وسطوعه وعمره.
وتعد الصوتنة طريقة ناسا لجعل علم تلسكوب جيمس ويب الفضائي في متناول عشاق الفلك ممن يعانون من مشكلات بصرية، كجزء من مشروع الكون للتعلم.
وقال كوين هارت، كبير علماء التعليم والتوعية بمعهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور بولاية ماريلاند، في بيان: “توفر هذه التركيبات طريقة مختلفة لتجربة المعلومات التفصيلية في بيانات ويب الأولى. وعلى غرار الكيفية التي تعتبر بها الأوصاف المكتوبة ترجمات فريدة للصور المرئية، فإن الصوتيات تترجم أيضا الصور المرئية عن طريق ترميز المعلومات، مثل اللون والسطوع ومواقع النجوم أو توقيعات امتصاص الماء، كأصوات”.
وعمل فريق من العلماء والموسيقيين، بدعم من أحد أفراد المجتمع ضعاف البصر، على الصوتنة للسماح للمستمعين بتمييز السمات الرئيسية لكل صورة.
وقامت ناسا سابقا بإنشاء صوتنة للصور من مرصد شاندرا للأشعة السينية، وتأمل أن يكون لتلك الصور الخاصة بجيمس ويب جاذبية مماثلة.
وأشار مات روسو، الموسيقي وأستاذ الفيزياء بجامعة تورنتو، الذي يتعاون في المشروع: “الموسيقى تدخل في مراكزنا العاطفية. وهدفنا هو جعل صور وبيانات جيمس ويب مفهومة من خلال الصوت، لمساعدة المستمعين على تكوين الصور في عقولهم الخاصة”.