الثورة – ثورة زينية:
في خطوة عاجلة أعلن مدير التربية والتعليم في ريف دمشق فادي نزهت عن إيقاف مديرة مدرسة الشهيد محمد سعيد الخليل في مدينة داريا بريف دمشق عن العمل فوراً، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر تعنيفها لعدد من الطلاب داخل الحرم المدرسي.
مدير التربية والتعليم في ريف دمشق فادي نزهت أكد أن الوزارة ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال العقاب الجسدي أو الإهانة داخل المدارس، منوها بأن المدرسة يجب أن تكون بيئة آمنة للتعلم لا مكاناً للخوف والإذلال.
الحادثة التي وقعت في إحدى المدارس الحكومية أعادت إلى الواجهة النقاش القديم الجديد حول العنف المدرسي، وأساليبه وحدود الصلاحيات التربوية والحقوق الإنسانية للطلاب.
بين التربية والعقاب
الخبير التربوي أحمد زينة بين ل” الثورة ” أنه وعلى الرغم من وجود تعليمات وضعت مراراً تمنع الضرب في المدارس وتجرمه، فإن الحادثة تكشف هشاشة هذه التعليمات على أرض الواقع، وغياب آليات الرقابة الفعلية، والتأهيل النفسي والتربوي للكوادر الإدارية والتعليمية، مضيفاً: إن المدرسة ليست فقط مكاناً لنقل المعرفة، بل هي حاضنة للطفولة ومصنع للثقة بالنفس وبناء الشخصية.
فما الرسالة التي يتلقاها طفل يضرب أمام زملائه؟ وكيف يمكن أن يثق بمن يفترض أن يوجهه ويرعاه؟.
وشدد على أن الاعتداء على الطلاب أياً كانت أسبابه، هو تجاوز أخلاقي وقانوني وتربوي لا يمكن تبريره، ولا يعالج بالسكوت أو التغاضي.
وإن حماية الأطفال داخل المدارس مسؤولية جماعية تبدأ من الوزارة، ولا تنتهي بأولياء الأمور والمجتمع.
وختم الخبير التربوي: بأننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاح تربوي شامل يعيد الاعتبار لقيم التعليم، ويضع مصلحة الطفل النفسية والعقلية في مقدمة الأولويات، فالطفل الذي يتعلم تحت التهديد لا يمكن أن يكون إنساناً واثقاً، أو مواطناً صالحاً في المستقبل.
مطالبات بالمحاسبة
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي كانت عنيفة إذ عبر مئات السوريين عن غضبهم واستنكارهم الشديد للحادثة، مطالبين بمحاسبة المديرة ومراقبة سلوك الإدارات التعليمية في المدارس الحكومية، بينما تساءل آخرون عن مدى انتشار مثل هذه الحوادث في مدارس أخرى من دون أن يتم توثيقها أو الحديث عنها.
في المقابل، لم تعلن الوزارة حتى الآن عن إجراءات تأهيل نفسي للطلاب المتضررين أو خطط للتوعية الكوادر التعليمية حول البدائل التربوية للعقاب، وهو ما يثير القلق من تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
العقاب الجسدي مرفوض
و عبر عدد من أولياء الأمور في داريا عن غضبهم وقلقهم العميق بعد انتشار مقطع الفيديو الذي يوثق الاعتداء الجسدي على الطلاب داخل المدرسة، مؤكدين أن ما جرى انتهاك واضح لحقوق الطفل، وسلوك لا يمت للتربية أو التعليم بصلة وعلى أنهم لايعارضون الانضباط التربوي، لكنهم يشددون على أن العقاب الجسدي مرفوض تماماً خاصة في بيئة تعليمية يفترض أن تكون قائمة على الاحترام والحوار، والتعاطي النفسي السليم مع التلاميذ.