الملحق الثقافي-غسان شمه:
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت الباب واسعاً أمام الكثير من الناس للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بمستويات مختلفة تتعلق بثقافاتهم ومفرداتهم الخاصة، وقد تسبب ذلك بانتشار أشكال من «التعبير الأدبي» بدت كسيل جارف من الكتابات الوجدانية والشعرية، وعند هذه الشاعرية، التي تدفقت لدى الكثيرين والكثيرات، وهو أمر يمكن فهمه في إطار من التعبير عن الذات، يلفت النظر عبارات التقريظ التي تسيل على جوانب من تلك الكتابات، وخاصة عندما تسطرها أنامل أنثى، ما يعيدنا إلى كثير من المجاملات التي قام ويقوم بها البعض، وكأنها امتداد لما سبق وشهدنا بعضه في الصحافة المكتوبة في أوقات مختلفة، دون أن نتجاهل أن بعض الكتابات لها قيمتها الفنية..
وإذا انتقلنا لما ينشر يلفت النظر قيام كاتب أو ناقد أو أديب له اسمه بالمبالغة في تقريظ هذا الديوان الشعري، أو تلك الرواية، رغم ثقتنا بأنه يعرف الحجم الحقيقي، كقيمة أدبية وفنية، لما بين يديه .. ويمكن لنا أن نتفهم المجاملات العابرة، والحسابات التي تأخذ بعين الاعتبار أموراً عدة، وهي أمور حدثت وتحدث، وكل ما نراه غير منطقي هنا هو المبالغة في مديح هذا العمل أو ذاك على حساب الذائقة الفنية والقيمة الأدبية..
ومنذ فترة قرأت عملاً هالني تقريظ أحدهم المسبق له حتى ظننت أنه سيدفع بكتفي إبداعه كبرى الأعمال.. ولفتني رواية نالت جائزة في مسابقة محلية تفتقد شيئاً غير قليل من المقومات الفنية والجمالية التي تؤهلها لذلك..
بالتأكيد من حق الجميع أن يذهب فيما يراه في تناول هذا العمل أو ذاك لكن ربما يحق لنا العتب، في ظل هذا المشهد، على البعض ممن نكن له تقديراً لما قدم سابقاً..!
العدد 1110 – 6- 9-2022