المشهد بأكمله ماله وماعليه

الملحق الثقافي- محمد خالد الخضر :

الثقافة هي مجمعة معتقدات ومعارف وسلوكات وسمات وفنون مختلفة وعادات وتقاليد وقيم
عرفها تايلور: يرى تايلور على أنّها نظام متكامل يشتمل على كلٍّ من المعرفة، والفن، والقانون، والعادات والتقاليد، والأخلاق، وغيرها من الأمور التي يكتسبها الإنسان بوصفه أحد أفراد المجتمع. فالثقافة تتطور بتطور المجتمع وإدراكه لكيفية السعي من أجل حال أكثر معرفة وأكثر حضوراً بين الأمم على الأخرى لحماية الذات الاجتماعية، فلابد له من السعي للتمسك باللغة، وهي أهم أسسها وتطويرها وفق قدرتها على الاستمرار بالحضور وعدم إلغاء مكوناتها الأساسية.لأنها تعكس قيم وطبيعة المجتمع منذ وجود تحولات الإنسان لتكون قادرة على المثاقفة مع اللغات الأخرى وفهم الفن والتقنيات والمعرفة، وهذا يؤدي إلى القوة عبر التنظيم الاجتماعي المثقف لأن الثقافة لا يمكن أن تكون فردية فهي ظاهرة بشكل عام وكامل.
وكلّ مجتمع له ثقافته الفريدة وطرقه الخاصة التي تميّزه عن غيره من المجتمعات، كاختلاف العادات والتقاليد، من هنا يجب أن نسأل عبر أهمية الثقافة وبصفتها تقدم شخصية المجتمع بشكل كامل.. هل تمتكن المشهد الثقافي بشكل عام أن يكون قادراً على امتلاك ما هو مطلوب خلال الحرب التي واجهتها سورية والمؤامرات التي من المفترض أن يكون للثقافة الدور الأهم والأكبر على الموجهة ..ولاسيما أن المؤامرات التي تحاك في الوقت الراهن .. هي من أصعب وأكثر المؤامرات تركيبا وخطورة وعدم مواجهتها له نتائجه الخطيرة .. ولابد من الغوص فيما يفعل المثقف أم من انتزع التسمية أو من سار باتجاهها .. وتعمشق عليها لغايات مختلفة.
قبل الحرب كانت المؤسسة الثقافية بشكل عام، وبلا تحديد تدرك هدفها تماماً فتوجه دعوتها لمن يمتلك موهبة..أو قدرة أو ظاهرة تساهم في بناء الثقافة.. وهذه المؤسسة تمتلك القدرة على توجيه الدعوات لتكون صالاتها مملوءة وأصدقاء الثقافة بلهفة للتلقي .. وكانت الظاهرة تسهم بتقوية البناء المكون لشخصيات المثقفين والمتلقين الذي يسعون إلى المحبة وقوة المنظومة .. وتطوير الوطن.
ثمة أمر ليس بصالح المشهد، الذي أودعته الحرب والظروف القاسية .. جعلت أي مؤسسة أو أكثر لمؤسسات أن تفسح مجالاً من خلال أي شخص ودون أي صفة معينة أن يشكل مجموعة، ويأتي ليطرحها .. فقط يطلب منه تأمين الحضور .. مما أصبحت مئات المجموعات التي تتخللها أسافين لمكونات الثقافة تصبح حاضرة أكثر من حضور المثقف الحقيقي تعالوا معاً نرى هذه المقطوعة لمتشاعرة تمتلك حضوراً وقوة وأصدقاء وشلة (ولا من شاف ولا من دري) ويمكن أن تتساوى بأي شخص كان يمتلك ثقافات كبيرة ومفيدة تقول في أهم ما سمته هي ونقاد (اللمبة ..أصحاب طبل الليبرالية):
أمي يا حضنا أشتاقه
ويتلهق قلبي لعناقه
في البعد دمعي منثور
الروح ظمآنة موجوعة
آلمني بعدك يا أمي
ودعوت ربي في سري
أن يحفظك بالخير.
صاحبة هذه الفاجعة الشعرية تتسرب لأنشطة كثيرة أكثرها في المنتديات الخاصة التي هي الأخرى تسربت إلى المؤسسات ، وغيرها يمكن أن نرى هذه الخارقة تدير أنشطة، وقد يكون هناك مسؤولون في الصف الأول للتصفيق .. ثم تصدرت هذه المقطوعة كتابا يتبادله النقاد ويذكرونه في محافلهم .. هذا أمر تقاس عليه أسماء كثيرة، وخاصة في المجتمع النسائي .. وأغلب تلك النساء من اللواتي لا شيء لديهن نهائياً غير الرغبة في غزو المنابر والمحافل الثقافية ؟..
وأمر يشبه هذا ولكن بشكل يشبه القصة القصيرة .. في يوم كنت أحضر نشاطاً ثقافياً لعدد من المشاركين والمشاركات.. قدم المسؤول عن المؤسسة امرأة بشكل لافت ومشجع للاستماع .. وهي متوسطة في العمر.. وعندما فرغت من القراءة .. قالت لها واحدة من صديقاتها: اسألي هذا الشاعر سيعطيك حقك .. وسألتني .. قلت لها: إنه كلام عادي.. لا تكتبي هكذا، وطالعي حتى تأتي نصوصك بشكل لائق .. فقالت:
أنا مات زوجي منذ عام .. فلم أجد وسيلة لإملاء فراغي غير الشعر .. ومنذ مات زوجي بدأت بالكتابة .. وأهم ما لديها:
زوجي حنون
لا أدري أين يكون.
أليس مصيبة أن يصل هذا إلى المشهد الثقافي بدلاً من نزار قباني وعمر أبو ريشة .. وغيرهم من المهمين الآن .. ويتكلم عنها أصحاب الشأن الثقافي والنقدي..
والأهم من ذلك أن يجتمع عدد كبير من أصحاب الشأن الثقافي يضاف إليهم فلسطينيون لأخذ صورة (سليفي) مع متشاعرة جميلة لاحول وقوة لها في أي حال ثقافي .. وهذا يوثقه انتشار الصور على الفيس بوك وقصصه بضحكات كبيرة وكأن لا شيء يرهقنا ولا احتلال بأراضينا.
وهذا الأمر ينطبق على نشر الكتاب وطباعته الذي تشارك في تشويهه المؤسسة الناشرة والعارضة والقارئ الرقيب الذي فتك فتكاً كبيراً قبل مجيء رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني والمكتب التنفيذي الجديد .. واتخاذ خطوة كانت كالصاعقة على المتسربين..

هي إغفال اسم صاحب المخطوطات الذي يتقد للموافقة على النشر وهذا يضع القارئ أمام حالة جديدة لا يستطيع تنفيذ أي غاية غير القراءة الصحيحة.
لأن الظاهرة كانت قبل سنوات على مبدأ (كل من أيدو الو) أي شخص يرغب بالنشر والمنير يتحقق الأمر.
يعني هل سنقدم على خطوات يتمكن من خلالها المسؤول على أي مؤسسة ثقافية أن يقدم ما يخدم وطنه وثقافته الاجتماعية والإنسانية والاأخلاقية .. ونحن مستهدفون بالمطلق ولا أحد ينكر ذلك .. انتبهوا يا جماعة وأعرف أنني أفتح أبواب صعبة ولكن لا يهون على الوطني أن يرى (الشللية) والمكونات غير الثقافية أهم نشاط لا يحضره أكثر من عشرين شخصاً بعد الدعوات والتدخلات والخصوصيات وغير ذلك.
وإذا سألني شخص ما هو أهم ما يجب أن نفعله الآن سأقول:
المحبة المبنية على الحذر الثقافي وعدم السماح للتشرب مما يجعل عدوناً ساخراً منا وسعيد بفشلنا .. أن نجتمع على حرننا قبل الاجتماع على فرحنا .. أن ننشغل ببناء المجتمع بما هو صحيح .. ولا ننسى الشهداء الذي كانوا سبب حياتنا ومنهم من يقدم ذكره ثقافة لامثيل لها ..
العدد 1110 – 6- 9-2022

آخر الأخبار
تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تحديات تواجه انطلاقة التجارة الإلكترونية في سوريا تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟ تحديات تواجه انطلاقة التجارة الإلكترونية في سوريا مع ازدياد حرائق الغابات عالمياً.. تطوير جهاز كشف بحجم ثمرة الصنوبر محافظ درعا يبحث مع غرفة تجارة الرمثا الأردنية تعزيز التعاون الاقتصادي  إيران تقول إنها ستستأنف المحادثات مع الولايات المتحدة بضمانات بحضور الشرع.. توقيع اتفاقية بين "المنافذ البرية والبحرية" و"موانئ دبي العالمية" وسط بحر من الفوضى والفساد.. أزمة المهاجرين إلى أوروبا تتفاقم  الثورة الاقتصادية السورية على وشك البدء  البكالوريا في سوريا.. شهادة عبور أم عبء نفسي وماديّ!؟