يبدو أن الحديث عن ظاهرة الفيسبوك وتأثيره في حياتنا أصبح محفوفاً بالمخاطر، فما أن تخرج كلمة واحدة من شخص ما حتى يتحول إلى مادة دسمة لهؤلاء الفيسبوكيين وخصوصا أن وسائل الاتصال الحديثة باتت في متناول جميع الأفراد وبالتالي تساوى الجاهل مع المتعلم والقوي مع الضعيف.
ماجعلنا نعود لوسائل التواصل الحديثة هو العديد من الأمثلة التي تتصدر ذلك الفضاء، آخرها ما حدث مع نقيب الفنانين السوريين .. فبعيداً عن مجريات المؤتمر وتفاصيله، ما تفوه به النقيب ربما لم يكن قاصداً الإهانة لشريحة معينة ولكن رواد التواصل حوّلوا المؤتمر إلى قاعة يطلقون من خلالها الأحكام التي تناسبهم وكأنهم أصبحوا مسؤولين عن المجتمع كله.
أما الإساءة لحرمة الموت في أكثر من مكان بطريقة جارحة فهنا الطامة الكبرى والتي لاتعبر عن منتج أخلاقي وهذا في حد ذاته يشكل خطورة كبيرة على المجتمع والعلاقات الاجتماعية.
والسؤال: من أعطى هؤلاء الحق أو القدرة على الإقصاء والتشكيك والتخوين، ليتحولوا إلى أوصياء على الأخلاق والثقافة، بل وعلى المهنية؟
لاشك في أن ثمة متغيرات حملت معها الكثير من المشاكل التي طوقت المجتمع وبدأت تهز جوانب كبيرة منه، فبالرغم من أن الإنترنت هو الذي حوّل العالم الواسع مُتعدد الأطراف إلى قرية صغيرة إلا أنه تحول في الآونة الأخيرة إلى أداة أخرى للفشل والانهيار .. وللأسف هذا ما نلاحظه في المجتمع السوري فتأثير التكنولوجيا في المجتمع كما نعلم يرجع إلى كيفية استخدامها بيد أن الواضح أن سلبياتها طغت على إيجابياتها.
نعم .. تعددت الأسباب والأمثلة الكثيرة في عالمنا الافتراضي وتبقى الإساءة وحالات التنمر هي الأساس في كل موضوع يُطرح لكننا نقول: إنَّ النزاهة تضيع بين صراخ المنظرين، وعقيمي الفكر، لكن العالم الافتراضي هو مساحة للرأي وتبادل الأفكار والمعلومات والتواصل وليس مساحة لمراقبة الآخرين، والإساءة لهم ولعائلاتهم.