هذا العنوان يوحي بالمضمون وقد يوحي بأبعد منه!
فالمكتوب الذي يمكن أن يقرأ من عنوانه.. يدور حول برد الشتاء القادم ولا ريب.. في جو كتمان الصوت حول توزيع المازوت للتدفئة تحت أي يافطة كانت.. مدعوم.. بلا دعم.. لا خبر.. لا حامض.. لا حلو..
وما هو أبعد من المكتوب وقد لا يوحي به العنوان.. أنني في شتاء عمري الخامس والسبعين أحسب ألف حساب لما واجهته الشتاء الماضي من شتاء قارس بلا تدفئة.. لكن.. رأسك بين الروس و يا قطاع الروس ..
علوا السيف قليلاً أرجوكم.. فأنا في حسابات إدارة درجة تحت الصفر درجة ثانية.. ذلك أني خارج الدعم.. طالما أني من تحويشة العمر اشتريت سيارة على قدي ومثلي فعلت زوجتي بعد خدمة للدولة لي ولها تجاوزت أربعين عاماً.. فطردنا كلانا من جنة المواطنة و أصبحنا بلا دعم ..!!
لذلك أنا أحسبها من الآن مثل أوربا التي هي أيضاً يهددها برد الشتاء بعد سحب الدعم الروسي.. لكن.. في أوروبا يوجد عقال و أراني أعيش في قبيلة مجانين.. ولأني لا آمن للحاضر ولا للمستقبل أستقرئ الماضي.. علي أن استنبط منه دواءً و شفاءً ..
تذكرت في أيامنا الصعبة الفقيرة التي عادت وكنا ظنناها لن تعود أيام الشتاء الصقيعية بجد ولم يكن معها أي فرصة للمزاح.. في تلك الأيام التي نذكرها اليوم بكل خير.. كنا نستنبط من فقرنا طرقاً لمكافحة البرد أو لمقاومته تعتمد غالباً على رفع كميات السكر في ما يمكن أن نأكله أيام الشتاء.. و لم يكن ذلك بمقدور الجميع.. و لعلها اليوم لم تعد بمقدور أحد..!!
التين المجفف.. والتمر بزنابيله كان أهمها.. ولزيادة القدرة على مقاومة البرد والجوع، كانوا يطبخون التين بالسكر مع الحوز و السمسم و يحصلون على معجونة عجيبة.. رائحتها عطرة وطعمها مذهل ومقدرتها.. تصنع العافية.. كانوا يسمونه التين بالسكر
لم تكن لتجدها في كل بيت.. مستحيل.. أصلاً لم يكن السكر موجوداً في كل بيت.. علماً أن فكرة مدعوم وغير مدعوم.. لم تكن عرفت بعد.
المهم فكّرت اليوم بقطرميز تين بسكر.. و جلست أحسب التكلفة.. و أملي على الصديق الذي يشاركني.. وعندما نقل التكاليف للحاسبة.. رفضت أن تعطيه النتيجة !! هكذا زعم هو، لكنه في الحقيقة كان يخنق البكاء كغصة في الحلق فجرها عندما اقترحت عليه بديلاً عن التين بسكر لبرد الشتاء.. الدبس بالطحينة.. فبكى.. وهو العلاج.. للشتاء القادم.