الثورة- عبد الحميد غانم:
واجهت سورية عبر تاريخها الحديث والمعاصر الكثير من الغزوات والمخططات الاستعمارية التي استهدفت وحدتها أرضاً وشعباً، واستطاعت بفضل صمود شعبها وتمسكه بحقوقه وأرضه ووحدته الوطنية أن تنتصر على تلك الاعتداءات وتفشل مخططات الأعداء.
لذلك من الطبيعي ألا يسكت أهلنا في الجزيرة السورية عن ممارسات الاحتلالين الأمريكي والتركي من سرقة النفط السوري ونهب المحاصيل الزراعية كالقمح وغيرها، فضلا عن ممارسات تضييق الحياة على المواطنين السوريين من التعدي على أملاكهم وأرزاقهم وقطع المياه ومنع وصول الكهرباء والاتصالات إليهم.. كلها ممارسات همجية ووحشية وعدوانية لا يمكن أن يسكت عليها الأهالي في تلك المنطقة.وقد عبر الملتقى الشعبي لأبناء العشائر في قرية عامرية الحسو بريف القامشلي بالحسكة الذي جمع أبناء القبائل والعشائر في الجزيرة السورية بمشاركة شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر السورية، عن رفضهم لكل أشكال الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأرض السورية المتمثل بالاحتلال الأمريكي السارق للنفط والقمح السوري وبالاحتلال التركي الذي يحتل الأرض ويستهدف شبكات المياه والكهرباء ليحرم أبناء الحسكة من أهم مقومات الحياة.
وكما كانت ولاتزال سورية عازمة على مواصلة تطهير كل أراضيها من رجس الإرهاب ومن أي وجود أجنبي غير شرعي، لذلك فإن أبناء الجزيرة السورية حريصون على وحدة الصف ومحاربة الإرهاب والتطرف وكلهم ثقة بتحرير الجيش العربي السوري لكل شبر من أرض الوطن..
ولقاء أبناء العشائر اليوم في قرية عامرية الحسو هو توجيه رسالة مفادها بأنهم كأبناء عشائر يرفضون أي وجود لقوات الاحتلالين الأمريكي والتركي بموازاة التمسك بوحدة الأراضي السورية والوقوف خلف الجيش العربي السوري كونه صمام الأمان لكل أبناء المنطقة، ودعمه في تحرير ما تبقى من أراض ترزح تحت سيطرة الإرهابيين ومشغليهم من الاحتلالين الأميركي والتركي..
وهم يعبرون بكل ثقتهم أن الجيش العربي السوري هو من يؤمن لهم الحماية ويضمن وحدة سورية شعباً وأرضاً، فأبناء سورية كلهم أسرة واحدة وضد كل محتل يسرق خيرات وطنهم ويحاول تفريقنا.
مبدأ ثابت ومستمر وكل أبناء الوطن السوري بما فيه أبناء الجزيرة وغيرهم متمسكون به، يؤكد أن أي وجود أجنبي على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو وجود غير شرعي ويشكل خرقا سافرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واعتداء على السيادة الوطنية، كما أنه يعرقل مهمة القضاء على الإرهاب ويهدد السلم والأمن في المنطقة.
وبالتالي فإن أي قوات على الأراضي السورية دون طلب من الحكومة السورية بما في ذلك القوات الأمريكية والتركية هي قوات احتلال وسيتم التعامل معها على هذا الأساس، ولذلك عليها الانسحاب فورا ودون قيد أو شرط مثل حال أراضي الجولان السوري المحتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
إن مقاومة الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأرض السورية، المتمثل بالاحتلال الأمريكي والاحتلال التركي إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، حق مشروع تكفله المواثيق والقرارات والأعراف الدولية، وأصحاب الحقوق أبناء الشعب السوري بكل مكوناته لن تسكت على استمرار الاحتلال والتمادي على السيادة الوطنية السورية وعلى الشرعية الدولية.
وملتقى عامرية الحسو وغيره من التجمعات والملتقيات تعبير عن وجدان شعب سورية وضميرها الحي الذي لا ينضب، تؤكد مجددا على الحركة الشعبية الرافضة للاحتلال بكل أشكاله ومصادره، ولن تستطيع كل ممارسات الاحتلال أن تثنيها عن نضالها لتحرير الأجزاء المحتلة من أراضيها والمحافظة على وحدة الوطن أرضاً وشعباً وقطع يد أي محتل أو غاز يريد النيل منها.

السابق
التالي