الثورة – آنا عزيز الخضر:
للمسرح السوري الراقص، حضوره وكلمته في المشهد الثقافي، ومع كلّ عرضٍ جديد، نكتشف إمكانيّته في الوصول إلى القلب والوجدان، وحمله لرسائل ثقافية وفنية واجتماعية مختلفة.
من هذه العروض “تلاقي”. رؤية وإخراج: “عفاف عبدالله”ّ. أداء “فرقة غاباﻻ”..
حول العرض والمسرح الراقص والفرقة، تحدثت الفنانة عفاف عبدالله” قائلة: “العرض عبارة عن تلاقي، لبعض أعمال غابالا التي جمعت الفلكلور السوري، مع رقصات لشعوب جمعنا معها تلاقي حضارات وثقافات، مثل الإسبانية والهندية.. أيضاً تشمل كلمة تلاقي، تلاقي فن الرقص الحديث والمعاصر، مع فن الباليه ورقص الصالون، إضافه لرقص الزومبا، وهنا نحمّل الأجيال القادمة، رسالة إلى المستقبل بالحفاظ على التراث، والنهل مما يصدره العالم لنا، لإضافته إلى فن الرقص في سورية، وتطوير التراث، ليسجل كل جيل بصماته.
كل عرض هو فكرة على الورق، أبدأ بوضع موادها وسيناريو لها، لتتبلور بفكرة ونصّ متكامل المواد، من لوحات راقصة أو نصوص للراوي، تربط اللوحات ببعضها البعض، وتقدم أفكاراً متميزة، تدخل قلب المتفرج وتلامسه، بألوان من الموسيقا والأداء الحركي، الجميل والمتناسق والمبهر.
أما عن المسرح الراقص، فقد تابعت “عبد الله” حديثها مشيرة إلى أن “المسرح الراقص في سورية ليس بأفضل حاﻻته، والأسباب لا تعود إلى الراقصين، بقدر ما تعود إلى الإمكانيات المقدمة لهذا الفن الذي يعتبر من أصعب فنون المسرح، وأكثرها تكلفة مادية، وللأسف أقلها أجوراً، ما يجعل إقبال الشباب والشابات عليه، قليلاً ونادراً قياساً للتمثيل أو الغناء أو العزف..
وعن الفن ورسالته قالت: “يبقى الفن قيمة وجدانية وأخلاقية عظيمة، إذا تم استثمارها في مكانها الصحيح، والفن رسالة محبة وسلام وتآخي بين الشعوب، ويمكننا القول إنه أرقى رسالة حملها الانسان، وسوف يحملها.. الفن هو الإنسان في أبهى صوره وأنقاها..
وعن “فرقة غاباﻻ” تابعت قائلة:
اسم غابالا هو أقدم اسم أطلق على مدينة جبلة، ويعود إلى العصر الهلنستي.
غابالا تحمل شعار: “بسمة أمل لغدٍ مشرق”، وهو إيمان عميق بالإنسان السوري البناء، الذي يسعى دائماً لخلق حاله إبداعية من لا شيء.
تأسّست غابالا في ٢٠١٤، وقدمت ثماني أعمال، كلها كانت تحمل مضمون ورسالة فنية ثقافية وطنية، تؤكد عمق الحضارة السورية وأصالتها.
بعض الأعمال حملت إسقاطات وطنية، تجلت في عمل سورية يا حبيبتي وسورية أرض السلام، وبعض الأعمال حملت رسالة ثقافية حضارية، حملتها سورية على عاتقها منذ النشأة الأولى لوطنٍ، يتمتع بموقعٍ جغرافي يصل القارات الثلاث، مثل عرض “روح الشرق” و”تلاقي”، وعروض حملت الرسالة الفنية الثقافية التراثية، وضمت التراث السوري والفلكلور، مثل عرض “ألوان وتراث”.