الثورة – رشا سلوم:
تمثل فلسفة القوة مصدراً للفكر الغربي الذي يقوم على فكرة أنه الوحيد القادر على صوغ العالم وقيادته ويبدو ذلك من خلال الحروب الدامية والتوسع والأحزاب العنصرية التي ظهرت في الغرب.
في البحث عن جذور هذا العنف لاسيما في القرن الماضي ثمة من يعود إلى فلسفة نيتشة وما تركه في الفكر الغربي
الكتاب الجديد الذي صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
وضمن سلسلة “آفاق ثقافية” الكتاب الشهري (فلسفة نيتشه)، تأليف: أويغن فنك، ترجمة: إلياس بديوي.
ترسم فصوله مراحل فكر نيتشه منذ كتابه الأول (ولادة المأساة) حتى آخر كتبه (إرادة القوة)، ويركز أكثر ما يركز على (هكذا تكلم زرادشت) يحلله بدقة وشاعرية.
يتحدث عن ميتافيزيقيا الفنان والتنوير لدى نيتشه والبشارة وتهديم التراث الغربي، وعلاقة نيتشه بالميتافيزيقيا بوصفها أسراً وتحريراً فينفذ إلى صميم فكر هذا الفيلسوف الذي أدى دوراً خطيراً في حياة الفكر الغربي ويحيط به بكل أبعاده ومفاصله، بالإضافة إلى ما يقوم به من مقارنات دقيقة وموجزة مع التراث الغربي برمته، من أفلاطون إلى هيدجر.
تجتمع لهذا الكتاب صفتان قلّما نجدهما في هذا النوع من الكتب؛ العرض البسيط الواضح والعميق، إضافة إلى كثير من الشاعرية والشفافية التي يتميز بهما المؤلف وهو فيلسوف ألماني معروف.
وفي محطات حياته وفكره كما تقول الموسوعة الحرة انه
بدأ حياته المهنية في دراسة فقه اللغة الكلاسيكي، قبل أن يتحول إلى الفلسفة. بعمر الرابعة والعشرين أصبح أستاذ كرسي اللغة في جامعة بازل في 1869، حتى استقال في عام 1879 بسبب المشاكل الصحية التي ابتلي بها معظم حياته، وأكمل العقد التالي من عمره في تأليف أهم كتبه. في عام 1889، وفي سن الرابعة والأربعين، عانى من انهيار وفقدان لكامل قواه العقلية. عاش سنواته الأخيرة في رعاية والدته وشقيقته، حتى توفي عام 1900.
كان من أبرز الممهّدين لعلم النفس وكان عالم لغويات متميز. كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول الدين والأخلاق والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية والمثالية الألمانية. وكتب عن الرومانسية الألمانية والحداثة أيضاً، بلغة ألمانية بارعة. يُعدّ من بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً بين القراء.
كثيراً ما تُفهم أعماله على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية والعدميةومعاداة السامية وحتى النازية، لكن بعض الدارسين يرفضون هذه المقولات بشدة ويقولون بأنه ضد هذه الاتجاهات كلها. يُعدّ نيتشه إلهاماً للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة في مجالي الفلسفة والأدب في أغلب الأحيان. روّج لأفكار اعتقد كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني. استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية والنازية. رفض نيتشه المثالية الأفلاطونية، والميتافيزيقيا بشكل عام. ودعا إلى تبني قيم أخلاقية جديدة وانتقد الكانتية والهيغلية.
لقد سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة عبر الكشف عن آليات عملها عبر التاريخ، كالأخلاق السائدة، والضمير.يعد نيتشه أول من درس الأخلاق دراسة تاريخية مفصلة. قدم نيتشه تصوراً مهماً عن تشكل الوعي والضمير، فضلاً عن إشكالية الموت. كان نيتشه رافضاً للتمييز العنصري ومعاداة السامية
كتاب (فلسفة نيتشه)، تأليف: أويغن فنك، ترجمة: إلياس بديوي، يقع في 452 صفحة من القطع المتوسط، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.