الملحق الثقافي-غسان شمه:
يعرف الجميع أن للمراكز الثقافية أنشطة متنوعة، قد يتباين مستواها الثقافي والمعرفي من عنوان لآخر، ومن شخص لآخر، ولكننا نتفق جميعاً، كما أظن، على أهمية عمل تلك المراكز وزيادة تفعيله التي قد ترتبط أحياناً بالقائمين عليه، لكن دور الكثير من تلك المراكز ما زال في حده الأدنى..
ويعرف معظمنا أن المشاركة في تلك الأنشطة، سواء من خلال ندوة أو إلقاء محاضرة، عمل يكاد يكون مجانياً على المستوى المالي بالقياس إلى الأرقام التي تقدم في هذا المجال، ومع ذلك نجد إقبالاً من قبل العديد من العاملين في الحقول الثقافية والمعرفية والاجتماعية لقناع أساسية، من قبل معظمهم، بضرورة المشاركة وتقديم الرسالة التي يريد صاحبها الخوض في تفاصيلها، ويرى فيها عملاً على جانب من الأهمية، سواء بالنسبة له أو للآخرين، سواء أكان الحضور كبيراً أم محدوداً كما نتابع في كثير من تلك الأنشطة بعد أن باتت المعرفة والثقافة عملة قديمة في عرف الكثيرين إزاء سطوة التلفاز والراديو، وحديثاً وسائل التواصل الاجتماعي، التي كادت أن تطيح بكل ما غيرها، وخاصة في مجتمعاتنا…!
وما يزيد الطين بلة، في بعض الأحيان، عقد ندوة، أو إقامة محاضرة، بعنوان يهم طبقات متعددة من المجتمع وجهات رسمية توجه لها الدعوة من قبل المعنيين، لكن للأسف تجد تمثيل هذه الجهة المعنية، وخاصة على المستوى الرسمي شبه غائب..لا بل كان غائباً تماماً خلال ندوة عقدت قبل أيام حول موضوع إنساني واجتماعي، ويعني جهتين على الأقل، فكانت المفاجأة بغياب تام لكل من ينبغي أن يكون معنياً حتى من أولئك المدعوين بشكل رسمي…
بطبيعة الحال الذين شاركوا بالندوة كان يهمهم الموضوع أولاً ولكن ما جدوى بعض الطروح والمعني بمناقشتها، أو الخوض في تفاصيلها غائب بامتياز..؟
العدد 1113 – 27- 9-2022