الثورة – تقرير لجين الخطيب:
“الولايات المتحدة ستدمّر خط أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم) في حال دخلت روسيا إلى أوكرانيا” هذا ما أدلى به علناً الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل سبعة أشهر، واليوم يعود تهديده إلى الواجهة بعد حادثة تسرب الغاز من أنابيب (نورد ستريم) في بحر البلطيق، ليضعَ واشنطن في دائرة الاتهام وعلى رأس المستفيدين من تلك الحادثة.
صحيفة “ذا أمريكان كونسيرفاتور” الأمريكية ذكرت أن الولايات المتحدة لديها دوافع لتعطيل خط أنابيب “نورد ستريم” كما أعلنها صراحة الرئيس بايدن، وأن الأضرار التي لحقت بخط أنابيب الغاز تصب في مصلحة واشنطن، حيث أن حرمان أوروبا من تدفق الطاقة من روسيا لصالح أمريكا.
ووفقاً للمقال الذي أوردته الصحيفة، فإن تعطيل “نورد ستريم” يعرض تسوية الأزمة الأوكرانية للخطر. وبسبب نقص الغاز، قد يحتج الأوروبيون في الشتاء مطالبين بتسريع محادثات السلام بين موسكو وكييف، وكذلك استئناف إمدادات الوقود.. لكن الآن خط أنابيب الغاز نورد ستريم معطل، وهذا الاحتمال مستبعد”.
وحول مصلحة واشنطن في تخريب خطوط أنابيب الغاز الروسية إلى أوروبا، ذكرت صحيفة “إكسبرت رو” أن تدمير البنية التحتية لنقل الغاز التي تربط روسيا بالاتحاد الأوروبي، والذي يلغي، بالنتيجة، إمكانية وصول إمدادات الوقود الروسي إلى أوروبا، يتوافق مع مصالح واشنطن الجيوسياسية والاقتصادية. فلهم، هناك، مصلحة، أكثر من أي وقت مضى، في ألا يحاول الأوروبيون، وألمانيا بالدرجة الأولى، بسبب نقص الوقود في الشتاء البارد، تسوية العلاقات مع روسيا. لذلك، عند التحقيق في ما حدث لخطي السيل الشمالي، ربما يجدر بنا أن نتذكر حجر الزاوية في القانون الروماني: ابحث عن المستفيد”.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” قد أكدت أن حادثة خطوط “التيار الشمالي” وقعت في منطقة تسيطر عليها المخابرات الأميركية، معتبرة أن واشنطن هي المستفيدة من الحادث.
ودعت موسكو الأربعاء الماضي الرئيس بايدن للكشف عما إذا كانت واشنطن تقف وراء ثلاث حالات تسرب للغاز في خطي نورد ستريم اللذين يربطان روسيا بأوروبا، مستشهدة بتعهده السابق في وضع حد للخطين إذا “غزت” روسيا أوكرانيا.
من جانبه أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يعتبر أن تسرب الغاز “ليس مصادفة” وسط مؤشرات على “عمل متعمد”، وحذّر في بيان من أن “أي عبث متعمد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتاً وسيُقابل برد قوي وموحد”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة اجتماعاً بناءً على طلب روسيّ لبحث موضوع تسرب الغاز من خطي أنابيب “نورد ستريم” الذي تصفه موسكو بالعمل الإرهابي الدولي.
يذكر أن سلطات الدنمارك والسويد قد أخبرت يوم الاثنين الماضي، عن تسرب غاز في أنابيب “نورد ستريم” بالقرب من جزيرة بورنهولم، ولم تستبعد ألمانيا احتمال حدوث تخريب على الخط، فيما أوضحت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند أن حوادث تسرب الغاز كانت بسبب “انفجارات”. بدورها، هددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالرد على “الانتهاك المتعمد” للبنية التحتية للطاقة الأوروبية، دون تحديد الجهة التي يمكن أن تكون وراء الحادث.