قراءات نقدية .. لأديبات شابات على دروب الإبداع

الثورة_ فاتن أحمد دعبول:
أقام اتحاد الكتاب العرب ندوة نقدية لثلاث روايات تشكل باكورة أعمال لأديبات شابات، بحضور رئيس اتحاد الكتاب العرب وأعضاء المكتب التنفيذي وعدد كبير من الكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي.
ثلاث روايات لأديبات شابات اخترن الخوض بتجربة كتابة الرواية واستطعن رغم سنوات عمرهن التي لم تتجاوز العقد الثاني، أن يبدعن في واحد من أصعب الفنون الأدبية، ما يؤكد كما بين د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أهمية تبني هذه المواهب الشابة ورعايتها والوقوف إلى جانبها إن كان على الصعيد المادي أو المعنوي.
وبين بدوره أنه من الخطأ أن نعتقد أن شبابنا لا علاقة لهم بالقراءة والكتابة والثقافة، بل على العكس هم شغوفون بالكتابة، ويسعون دائما لتطوير تجاربهم في الفنون الأدبية كافة، وطباعتها لتشكل رصيدا لهم في مشروعهم الأدبي والثقافي، وكانت تجربة معارض الكتاب في الجامعات خير دليل على إقبال الشباب على الكتاب، فقد سجلت المبيعات نسبة كبيرة من إصدارات الاتحاد.
وفي إدارته للندوة النقدية بين توفيق أحمد نائب رئيس الاتحاد الدور الذي يقوم به اتحاد الكتاب رئيسا وأعضاء المكتب التنفيذي من أجل رعاية المواهب الشابة، ويشكل حفل توقيع الروايات في هذه الفعالية واحدة من مظاهر الرعاية والاهتمام بالثقافة الجديدة التي يمثلها هؤلاء الشباب بمواهبهم الواعدة.
وعن روايتها” جولة في فلك العشق” بينت جويل معن الدكاك أن الرواية كتبت وعمرها لما يتجاوز 16 سنة، وكانت تجربة ومحاولة بسيطة لم تتوقع أن تحيك تفاصيلها وتكتمل عناصرها لتولد رواية تحمل في مضمونها بوحها الشفيف، تقول: إنما ما أردته فقط أن أسكب عواطفي على الورق دون أن يتبلل القارىء بالمؤلم منها، كتبت بعفوية وتلقائية عن زمن ما قبل الحرب حيث كان الحب قلب العالم، نقيا غير ملطخ بالأكاذيب والخداع والوحشية، وحرصت أن يكون البطل كاتبا ليكون قادرا على التعبير بصدق عن رسالتي ودعوتي للعودة إلى زمن النقاء والمحبة والخير، أما طموحي فهو أن أكون أحد أعضاء اتحاد الكتاب العرب لأكمل الرسالة الأدبية وأيضا أحقق طموحي الدراسي والتعليمي.
ووجدت د. نتالي دليلة صاحبة رواية” ميرينا لا ترى الضوء” في الكتابة حياة ثانية ونافذة تستطيع من خلالها أن تسلط الضوء على أمراض المجتمع من مثل” عقدة النقص، التنمر الاجتماعي، عقوق الوالدين ..” وقضايا اجتماعية عديدة نتلمسها في حياتنا اليومية، تقول: رغم الكثير من الانتقادات التي تعرضت لها، وعن عدم جدوى الكتابة، وتهديدي بالفشل، لكني تمسكت بحلمي وتابعت كتابة الرواية بدعم من اتحاد الكتاب العرب، وتحقق حلمي عندما لاقت الرواية رواجا كبيرا، حتى أن النسخ نفدت جميعها، لذلك سأتابع الكتابة وفي كل مرة سيكون الحلم أكبر، فالرواية تمس جميع أفراد المجتمع وتحاكي قضاياهم الاجتماعية والحياتية كافة.
وتضمن حفل التوقيع قراءات نقدية لعدد من النقاد والأدباء بدأها الروائي رياض طبرة بالحديث عن رواية” ميرينا لا ترى الضوء” للدكتورة نتالي دليلة، وبين أن الرواية امتلكت الرؤية الواضحة والسبل الكفيلة بإيصال رسالة الرواية في الإمتاع والمؤانسة وفي تقديم شخصيات مختلفة إلى حد ما عما هو مألوف، وهذا أعطى الرواية المزيد من التشويق.
وبين د. أحمد علي محمد عند رواية” جولة في فلك العشق” لجويل معن الدكاك أن المؤلفة استطاعت تقديم نسيج لغوي يليق بسردها، وأشهى ما في الخطاب رقة اللغة ومرونتها التي مكنتها من التوغل في ثنايا الإحساس الأنثوي الرهيف مع براعة في استعمال العناصر السردية ولاسيما عنصر المكان، ومع تراكم الزمن وسيلانه تمضي الرواية إلى نهايتها بشكل منطقي متسلسل.
أما الروائي أيمن الحسن فقد توجهت دراسته النقدية إلى رواية” ميرينا لا ترى الضوء” للكاتبة نتالي دليلة ووجد في متن الرواية سردية إنسانية تغوص في مشاعر وأحاسيس أب يضحي في سبيل ابنته الجامعية الشابة، لكنها تتنكر لتضحياته، كما تضمنت الرواية الكثير من المفارقات والقضايا الاجتماعية، وتمنى الحسن لو كانت بيئة الرواية عربية، وليس في ميرينا شمال شرق اليونان.
كما تحدث الإعلامي والأديب عماد نداف عن ظاهرة أدب الشباب في العالم ودورها في إطلاق الأدب الجديد، وأشار إلى نشاط الاتحاد في هذا الصعيد، لأن الحركة الثقافية يفترض أن تجدد نفسها بإنتاج الأجيال الجديدة في فنون الأدب كافة.
وعبر د. نذير جعفر عن رأيه برواية” ميرينا لا ترى الضوء” للكاتبة نتالي دليلة بأنها تنبىء عن ولادة موهبة أصيلة سيكون لها شأنها وبريقها الخاص في المشهد الروائي السوري، فقد كشفت روايتها عن مستوى لغوي عال ينبض بالصور المجازية والتأملات الفلسفية في معنى الحياة والسعادة والشقاء والحب واستبطان أعماق النفس الإنسانية، والرواية فيها من الواقعية والخيال على مستوى الأحداث والسلوك التي تواجهها الشخصيات.

ورأى في رواية” جولة في فلك العشق” لجويل معن الدكاك أنها رواية دمشق التي تتحدث بنفسها عن نفسها عندما نقرأها، وهي رواية قطبي الحياة وشجرتها وفروعها، رواية الإنسان والمجتمع بمكوناته جميعها.
واختتمت الندوة بتوقيع الروايات” جولة في فلك العشق” للكاتبة جويل معن الدكاك، ورواية” ميرينا لا ترى الضوء” للدكتورة نتالي دليلة.

آخر الأخبار
"قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق آذار وتحرم السوريين من ثرواتهم الوطنية الكهرباء تضيف 37 بالمئة إلى تكاليف إنتاج قطاع الدواجن حملة أمنية في منبج لضبط المركبات غير النظامية "أربعاء المواطنين".. جسر تواصل مباشر بين الدولة والمجتمع في حمص غرفة زراعة دمشق تعيد تفعيل لجانها وتدعم مربي النحل والمزارعي نائب وزير الخارجية التركي: أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمن تركيا "الأوقاف" تؤكد قدسية المساجد وتدعو لتوحيد الصف الوطني بازار "بكرا أحلى".. حين يلتقي التسوّق بروح المجتمع "تين الهبول" صناعة ما زالت تحافظ على ألقها في الأرياف دموع في الظل.. جريمة ختام الناعمة وكشف أزمة حماية أطفال اللاجئين فرط الحركة.. سلوك يجمع المتناقضات سوريا تعود بثقة.. الرياض مفتاح الدور الإقليمي بطاريات الليثيوم ..ضرورة العصر أم تهديد محتمل ؟ كيف تشكل العلاقة بين الأسرة والمدرسة مستقبل التلميذ؟ زيت الزيتون بزمن الشح .. مزارعون يطمحون فقط لتأمين مؤونتهم ! انطلاق فعاليات اليوم الحقلي للبطاطا في بنش بإدلب ترامب يُرحّب بزيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ويشيد بإدارته للبلاد قطبا ميلان يزيدان الإثارة في الكالتشيو اجتماع أهلاوي موسّع بعد الخروج من “درع الوزارة” السومة يعود للتهديف ورمضان يواصل التألق