الثورة:
«ألف حبل مشنقة ولا يقولوا بو عمر خاين يا خديجة».. عبارة تعود إلى عام 1974، ومن ذلك الوقت حُفرت في عمق الوجدان الجمعي السوري ، قالها الفنان المرحوم صلاح قصاص في أول تمثيلية درامية أنتجها التلفزيون السوري في ذكرى حرب تشرين التحريرية، وجاءت بعنوان:(عواء الذئب) لتتحول بكل ما فيها من روح وطنية عالية وانتماء حقيقي وحب للبلد إلى عبارة تتوارثها الأجيال حاملة الكثير من الدلالات والمعاني السامية، مكرسة قيماً نبيلة عن حب الوطن الذي لا يعلو فوق حبه حب، فكانت من أكثر العبارات المؤثرة، واليوم في ذكرى حرب تشرين التحريرية مازلت هذه العبارة حاضرة في الأفئدة، وتلعب دور الضمير، فمن المؤكد أن هناك الكثير من (بو عمر) الذين يرون أن الوطن يبقى فوق كل اعتبار.
هذه الروح التي يحملها السوري في قلبه هي نفسها أمس واليوم وغداً، يتم تناقلها من الآباء إلى الأبناء فالأحفاد بصور وأشكال مختلفة، وتُترجم على أرض الواقع كل يوم بحب كبير، هذا الحب الذي يزهو ويزهر مع كل قطرة دم من شهيد أو جريح ليحمي البلد، لقد سطر في الأمس أبطال الجيش العربي السوري أساطير البطولة في حرب تشرين، واليوم كتبوا بأحرف من نور ملاحم بطولاتهم ضد قوى الإرهاب والظلام.
التمثيلية التي حيكت خيوطها من قصة حقيقية هي من إخراج شكيب غنام وتأليف خالد حمدي الأيوبي وبطولة صلاح قصاص ورضوان عقيلي وسلوى سعيد وعدنان عجلوني وفيها يتحول (ديب بو عمر) من مُهرب ومتهم بالقتل يختبئ في الجبال وتلاحقه الشرطة في كل مكان إلى مناضل لا يرضى بالخزي والعار ولا أن يبيع وطنه برغم كل المغريات، وعندما يجد الطيار الإسرائيلي الذي سقطت طائرته بصاروخ أطلقه سلاح الطيران السوري يقوم بأسره وتسليمه من دون تردد وغير آبه لعواقب ما يفعل حتى إن وصل إلى حبل المشنقة، فالموت خير من الخيانة.