الثورة: ترجمة غادة سلامة
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثمانية فلسطينيين خلال الأسبوع الماضي، من بينهم ثلاثة أطفال، جميعهم قتلوا بدم بارد، وعلى سبيل المثال لا الحصر أحمد ضراغمة قتل برصاص الاحتلال في مخيم جنين يبلغ من العمر 17 عاماً، وذكرت قدس برس أن مهدي لدادوة من رام الله وعادل داود من قلقيلية يبلغان من العمر 17 و14 عاماً أيضاً.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 172 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة، بينهم 14 سيدة و37 طفلاً.
وعلى الرغم من انتهاكات “إسرائيل” اليومية للقوانين والمواثيق الدولية، واعتداءاتها على الفلسطينيين، فإن أبواب جميع عواصم العالم تقريباً مفتوحة لمسؤوليها لنشر الأكاذيب والروايات الكاذبة ويتلقون دعوات لكل منتدى دولي لتبرير جرائمهم بحق المدنيين الأبرياء.
تم تبرير احتلال فلسطين عام 1948 وقيام “إسرائيل” على الرغم من التطهير العرقي الذي تضمنه: قتل آلاف الفلسطينيين، وطرد مئات الآلاف من منازلهم وأراضيهم، وتعرضت قرى وبلدات بأكملها للتهجير، رغم كل هذا، فإن ما يسمى بالمجتمع الدولي “اعترف” بإسرائيل وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني منذ ذلك الحين.
بالنسبة لإسرائيل والقوى العالمية التي تدعمها، يجب ألا يُسمح أبداً للاجئين الفلسطينيين وذويهم بممارسة حقهم المشروع في العودة إلى أرضهم، أولئك الذين يرفضون قبول هذا الظلم ويقاومون الاحتلال.
ويجب عليهم أن يعانوا في صمت وهم يرون منازلهم مدمرة وأراضيهم محتلة، من خلال كل هذا، تم تبرير احتلال “إسرائيل” للأراضي الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية. كما تم تبرير قيام حكومة الاحتلال لاحقًا بضم القدس.
إن تقسيم الضفة الغربية المحتلة بواسطة “جدار أمني”، وبناء مئات المستوطنات غير القانونية وطرق الوصول للصهاينة فقط، قد تم تبريره من قبل نظام الفصل العنصري في “إسرائيل” وأنصارها في أمريكا وأوربا، وكذلك مصادرة منازل الفلسطينيين ومزارعهم، سرقة المحاصيل من قبل المستوطنين غير الشرعيين المدعومين من “إسرائيل”؛ أكثر من 500 نقطة تفتيش عسكرية؛ وشوارع خاصة بالمستوطنين في وسط البلدات والقرى الفلسطينية وقائمة المظالم طويلة.
يعرف العالم كله أن الاحتلال الإسرائيلي يخالف القوانين والمواثيق الدولية بشكل يومي – بناء وتوسيع مستوطناته، على سبيل المثال، وكلها غير قانونية بموجب القانون الدولي – ومع ذلك يُسمح له بالتصرف مع الإفلات من العقاب.
هذه الحالة السرطانية زرعت في منطقة الشرق الأوسط لتكون بمثابة “معقل” للغرب ولإبقاء العرب ضعفاء، و لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه ما هي المدة التي ستستمر فيها ازدواجية المعايير والنفاق الذي ينطوي عليه ذلك؟
المصدر: ميدل إيست مونيتور