الثورة – تقرير أسماء الفريح:
دعوة روسيا مجدداً اليوم الدول الغربية إلى الكشف عن الغاية من قيام بعض دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “ناتو” بتطوير أنواع جديدة من المواد الكيميائية السامة تأتي بهدف تهدئة شكوك موسكو حولها ولا سيما مع التهديدات الخطيرة التي تتسبب بها قرب حدودها وفي العالم أجمع.
قسطنطين فورونتسوف نائب رئيس الوفد الروسي في لجنة الأمم المتحدة الأولى لنزع السلاح والأمن الدولي قال في اجتماع اللجنة: إن روسيا اقترحت أن تُدرج في قوائم المراقبة الخاصة باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية جميع المواد الكيميائية التي، وفقاً لنتائج البحث في المختبرات الغربية، حصلت على اسم “نوفيتشكي” مشيراً إلى أن ذلك لم يتم بسبب موقف الدول الغربية.
فورونتسوف وهو أيضاً نائب مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح بالخارجية الروسية أوضح أن روسيا ستعقد اجتماعاً تشاورياً بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية لمناقشة أنشطة الولايات المتحدة في المختبرات العسكرية والبيولوجية في أوكرانيا، وقال:”لم نتلق تفسيرات شاملة يمكن أن تهدئ تماماً أي شكوك بشأن هذه الأنشطة ولتقويم الوضع الذي دفع الجانب الروسي إلى عقد اجتماع تشاوري بموجب المادة 5 من اتفاقية الأسلحة البيولوجية”.
البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة كانت قدمت في مناسبات عدة أدلة على استخدام الولايات المتحدة للمرافق البيولوجية في أوكرانيا لغرض إجراء تجارب على عوامل مختلفة كما دعت وزارة الدفاع الروسية في أيلول الماضي إلى عقد اجتماع للدول الأعضاء في معاهدة جنيف لحظر الأسلحة البيولوجية لبحث مسألة عدم امتثال الولايات المتحدة وأوكرانيا للمعاهدة الدولية المذكورة.
قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في الوزارة إيغور كيريلوف حث آنذاك المنظمات المسؤولة عن تنفيذ المعاهدة والمجتمع الدولي على الانتباه إلى عدد من التهديدات البيولوجية، أهمها ما يحدث على مقربة من حدود روسيا حيث يوجد أكثر من 50 مختبراً جرى تحديثه من قبل الولايات المتحدة ويقع تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إلى جانب إشرافها على 336 مختبراً بيولوجياً في 30 دولة في العالم وفقاً لوزارة الخارجية الصينية.
كيريلوف بيّن أن أنشطة هذه المختبرات رافقها تدهور في الوضع الوبائي بالإضافة إلى ظهور أمراض معدية غير نمطية في منطقة معينة وأنه منذ عام 2010 سجلت روسيا في المناطق المتاخمة للحدود الأوكرانية زيادة في الإصابة بداء “البروسيلات”، و”حمى كونغو القرم”، و”حمى غرب النيل”، و”حمى الخنازير الإفريقية”.
السفارة الصينية لدى الولايات المتحدة كانت أشارت إلى أنه في وثيقة العمل التي قدمتها واشنطن إلى اجتماع الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية في تشرين الثاني عام 2021 اعترفت فيها بأن لديها 26 مختبراً بيولوجيا في أوكرانيا.
كيريلوف أكد أيضاً في أيار الماضي أن الوفد الأمريكي المشارك في اجتماع تشاوري للدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية في جنيف اعترف بإجراء البحوث البيولوجية في أوكرانيا على المواطنين ذوي الدخل المحدود والمرضى في مستشفيات الأمراض النفسية موضحاً أن تفسيرات الولايات المتحدة وأوكرانيا فيما يتعلق بإزالة سلالات المواطنين الأوكرانيين والمواد الحيوية الخاصة بهم ومراعاة المعايير الأخلاقية عند إجراء الأبحاث بدت غير مقنعة على الإطلاق.
وأشار كيريلوف إلى أن أوكرانيا تجاهلت تماماً الأسئلة المتعلقة بالكميات غير المعقولة من المواد الخطرة والانتهاكات الجسيمة للشروط الخاصة بظروف الاحتفاظ بها كما أنها فشلت في تفسير أسباب التدمير العاجل للأدلة والوثائق الخاصة بالأنشطة البيولوجية العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية كشفت في أيار الماضي أن ثلاثين معملاً أوكرانياً في 14 قرية شاركت في أنشطة تهدف إلى تعزيز الخصائص المحفزة لأمراض الطاعون والجمرة الخبيثة والكوليرا وغيرها من الأمراض الفتاكة كما تم العثور على مسيرات مزودة بحاويات ومعدات لرش هذه التركيبات على أراضي منطقة خيرسون الروسية مشيرة إلى أنه وخلال التجارب فقط في مختبر خاركوف توفي نحو عشرين جندياً أوكرانياً ونقل 200 آخرون إلى المستشفيات.
الولايات المتحدة من جانبها وكعادتها أطلقت حملة إعلامية واسعة للحديث عن الطبيعة السلمية المزعومة لأنشطتها في المجال البيولوجي بهدف تحويل الانتباه عن طبيعتها الحقيقية وبما يتعارض مع التزاماتها الدولية ولاسيما في تلك المنصوص عليها في اتفاقية الأسلحة البيولوجية السامة.