الثورة _ اللاذقية _ نعمان برهوم :
تستمر ظاهرة تلوث المياه في أرياف محافظة اللاذقية بشكل عام .. دون أن يصار الى وقفها و الحد منها.. رغم وضع الجهات المعنية بصورتها.. و التحذير من خطرها على صحة الإنسان وسلامة البيئة!!.
وسبق أن تحدثنا عن مصادر تلويث المياه في أرياف المحافظة مراراً.
اليوم نحن أمام حادثة تلوث مياه ظاهرة للعيان بشكل واضح.. و رغم توجيه محافظ اللاذقية بمعالجة الموضوع خلال ٤٨ ساعة لا تزال عمليات المماطلة من قبل بعض الجهات المعنية مستمرة والتلوث إلى ازدياد !!.
حيث راجعنا أحد المواطنين من سكان قرية دوير الخطيب يشكو من تلوث مياه الآبار التي يشربون منها.. و يسقون بيوتهم الزراعية منها.. مما يهدد صحتهم و صحة أطفالهم.. لا سيما و أن مياه الشرب التي تصل منازلهم شحيحة نظراً للتقنين الكبير فيهاإضافة الى الانقطاع الكبير في الكهرباء ما يجعل مصدر المياه الوحيد هو الآبار التي يملكونها.
وأيضاً تلوث مياه الآبار يهدد البيوت البلاستيكية المزروعة بالخضار بالموت لعدم القدرة على ريها ما يعرضهم لخسائر كبيرة تخرجهم من العملية الإنتاجية وتحرمهم مصدر دخلهم الوحيد.
حيث أكد أن مصدر التلوث هو مياه الجفت الناتجة عن معصرة زيتون عائدة إلى اتحاد الفلاحين في اللاذقية.. و أن التلوث يظهر دائما بعد عمل المعصرة بعشرة أيام.. و هذا الأمر بات معروفاً لدى جميع أهالي القرية.
وتمت الشكوى سابقاً في الأعوام الماضية و تم إيقاف تشغيل المعصرة لحين معالجة مياه الجفت وفقاً للأنظمة والقوانين.
ومجدداً وبعد تحول لون مياه الآبار الى اللون الأسود وتغير رائحه المياه بعد تشغيل المعصرة بأسبوع.. تم تقديم شكوى للمحافظ لاحقاً لشكوى سابقة برقم/٧٩٨٣/م .ش/ .
حيث أوعز الى مدير الزراعة للكشف والمعالجة وفق القوانين والأنظمة وإعلامه خلال ٤٨ ساعة.
علما أنه وفق الشاكي قد تم قطف عينات من مياه الآبار قبل تشغيل المعصرة وكانت النتائج أن المياه صالحة للشرب.
لكن بعد وقوع التلوث المتزامن مع تشغيل المعصرة ورغم أن الأهالي يؤكدون أن المياه تبقى طبيعية طوال العام و لا تتلوث إلا بعد تشغيل المعصرة.. تقول بعض الجهات المعنية أنه لا يمكن الجزم بذلك إلا بعد تحليل المياه!!.
بدورنا تواصلنا مع مدير الموارد المائية في اللاذقية وأكد أنه تم سحب عينة من مياه الآبار ويجري تحليلها وأن نتيجة التحليل تحتاج إلى أربعة أيام !!.
أيضاً تواصلنا مع رئيس اتحاد الفلاحين في المحافظة وكان رده بأن التلوث قد يكون ناتج عن روث الأبقار وليس عن المعصرة!!.
كما تواصلنا مع مدير الزراعة المهندس باسل دوبا الذي أكد أن نتائج تحليل المياه هو الذي يحدد سبب التلوث.
والبعض من المعنيين ذهب لاعتبار الصرف الصحي المصدر الوحيد للتلوث!!
نترك ذلك لنتائج تحليل المياه.. لكن ما يثير الجدل بين الأهالي تجاوز دورهم وعدم الأخذ بما يؤكدوه من أن التلوث لا يحصل نهائيا إلا بعد تشغيل المعصرة هذا من جهة.. أما من الجهات الأخرى عدم وجود أكثر من بضعة أبقار في القرية.. وأيضا لو كان مصدر التلوث هو الصرف الصحي لماذا لا يظهر إلا بعد تشغيل المعصرة!!.
كما يوجد قرب المعصرة مدرستين تفصلان بينها وبين الآبار التي تتلوث.
و عليه قمنا بزيارة القرية و اطلعنا على الواقع عن كثب.. حيث تم ضخ المياه من آبار الأهالي بحضورنا و الصورة التي التقطناها توضح بشكل كبير ما ذهب إليه الأهالي.
وتم التواصل مع وزير الزراعة حسان قطنا وتم نقل شكوى المزارعين إليه
حيث أكد على متابعة الموضوع ومعالجته بما يحمي صحة المزارعين ويحمي إنتاجهم.