لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة الولايات المتحده الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية النفاق السياسي الذي تستخدمه الإدارة الأميركية من أجل التدخل في شؤون إيران الداخلية وممارسة الضغوط لتحقيق أجندات استعمارية في مقدمتها الهيمنة على مقدراتها ومنعها من الحصول على التكنولوجيا التي تخدم شعبها وتنفيذ سياستها الداعمة للمقاومة الوطنية والرافضة للسياسات الصهيو أميركية في المنطقة.
النفاق السياسي الأميركي ظهر جلياً من خلال إرسال الوفود إلى إيران وإعلامها بأن الولايات المتحده تريد التوقيع على الاتفاق النووي والالتزام به، ومن ثم التصريح علناً بأنها لاتريد التوقيع على الاتفاق، وذلك بهدف الضغط على القيادة الإيرانية مستخدمة الازدوجية والنفاق في سياستها تجاه إيران، وهو ماكشفه مسؤول إيراني للرأي العام ليفضح آلاعيب ونفاق هذه الإدارة الأميركية فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
الأمر الآخر والذي يعد أحد الأساليب الاستعمارية في الضغط على الجمهورية الإسلامية اتهام البنتاغون الأميركي الجانب الإيراني بأنه يصدر الإرهاب ويحاول نقله إلى أوكرانيا، والعالم كله يعرف أن الولايات المتحده الأميركية هي التي تصدر الإرهاب إلى أنحاء العالم، وتثير الحروب بالوكالة في أصقاع المعمورة من خلال دعمها التنظيمات الإرهابية كما هو الحال في سورية على سبيل المثال لا الحصر، وكذلك تزويد النازيين الأوكرانيين بمختلف أنواع الأسلحة والتكنولوجيا الحديثة من أجل إطالة أمد الحرب في أوكرانيا ولو تم تدمير أوكرانيا وشعبها فهذا غير مهم عند سماع الحروب في البيت الأبيض والبنتاغون.
السياسات الأميركية المتوحشة تجاه إيران ومحاولة التأثير على استقرارها من خلال تشجيع الاحتجاجات في الشارع الإيراني لن يحقق للولايات المتحده الأميركية أجندتها الاستعمارية بفضل الوعي الجمعي لمعظم الشعب الإيراني بأن هذه الاحتجاجات من صنع أعداء إيران، وكذلك بفضل تعامل القيادة الإيرانية بكل حنكة وذكاء مع النفاق السياسي الأميركي وبما يجهض المخططات المعادية ويضمن حقوق واستقرار واستقلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتقدمها وتطورها على جميع الصعد.