الثورة – عبد الحميد غانم:
إن تصعيد «قسد» ضد أبناء المنطقة وتعمدها لاستعمال القوة، يقابله ردود فعل منددة من قبل أبناء المنطقة وقطع للطرق وإشعال الإطارات والمطالبة بتحسين مستوى المعيشة والخدمات، وبإيقاف حملات المداهمات والاعتقالات وإطلاق سراح المختطفين من أبناء المنطقة من سجون ميليشيا قسد الانفصالية .
وفي هذا السياق قال الشيخ عبد الكريم الهفل من شيوخ قبيلة العكيدات في تصريح لـ»الثورة»: إن هذا الحراك الأهلي الذي تشهده قرى وبلدات ريف دير الزور الغربي هو نقطة البداية لحراك أوسع يشمل كل قرى وبلدات ريف دير الزور وهو رسالة يوجهها أبناء الريف لميليشيات «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي التي أمعنت بالتصعيد والاستفزازات اليومية التي تمارسها، ونحن شيوخ العشائر بدير الزور نشد على أيدي أبناء ريفنا لطرد هذه الميليشيات.
من جانبه أكد أحمد اطليوش الشتات أحد وجهاء عشيرة العكيدات بأن ريف دير الزور اليوم يوجه رسالة واضحة لـ»قسد» بأن ما تمارسه من تعديات وتصعيد في المنطقة سيكون الرد عليه حاضراً، ولن يقف أبناء ريف دير الزور والعشائر مكتوفي الأيدي وثروات المنطقة تسرق أمام أعينهم.
الحمادة والمسلط لـ «الثورة»: سقط قناع الميليشيا والاحتلال
أكد الوجيه خالد حمود الحمادة عضو مجلس الشعب عن محافظة الحسكة في اتصال هاتفي خاص للثورة، أن الوضع في الجزيرة السورية بات اليوم أكثر وضوحاً، فقد سقط القناع عن زيف ادعاءات ميليشيا قسد المدعومة أميركياً، وسقطت معه شعارات الديمقراطية المزعومة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وظهر الوجه الحقيقي لهذه الميليشيا التي تسرق خيرات هذا الشعب من نفط وغاز ومحاصيل زراعية وتغلق المدارس، وتفرض منهاجاً مغايراً للمنهاج الرسمي للجمهورية العربية السورية تنفيذاً لأجندات خارجية هدفها تجهيل هذا الجيل ونشر ثقافة الفوضى والنزعات الانفصالية استمراراً لمنهجية تنظيم داعش الإرهابي الذي دمر المدارس تنفيذاً لقرارات أميركا، ناهيك عن سياسة التجنيد الإجباري للشباب ومن كافة المكونات وزجهم في معارك مفبركة ومصطنعة مع تنظيم داعش يكونون فيها هم الضحية ويلقون حتفهم وهم في ريعان الشباب.
وقال حمود الحمادة: إن الحراك الشعبي حالة هامة خاصة وأنه عفوي وناتج عن قناعة سكان الجزيرة بوجوب إسقاط هذا المشروع الذي يستهدف وجودهم وأمنهم واستقرارهم وحياتهم المعيشية حيث أنهم يرون في وجود هذه الميليشيات المارقة امتهاناً لكرامتهم، وبالوقت نفسه هو رسالة واضحة لكل من يؤيد هذا المشروع في الداخل والخارج وكشف لعدم مصداقية «قسد» التي تروج للعالم بأن مشروعها بات مقبولاً من سكان الجزيرة بمكوناتهم الثقافية والاجتماعية كافة، وأشار عضو مجلس الشعب إلى أنه في حقيقة الأمر لا يوجد مؤيدون لهذا المشروع سوى عدد قليل من المطبلين المأجورين، وما يلفت الانتباه أن هذا الحراك ينمو بشكل متسارع وتتسع رقعته الجغرافية يوماً بعد يوم وأصبح مؤرقاً لقسد وداعميها رغم أنه حراك شعبي وعفوي وغير مدعوم من أية جهة ولكن محركه وداعمه الأساس هو إرادة هذا الشعب ورفضه لوجود قسد والقوات الأميركية المحتلة والقوات التركية المحتلة والجماعات المرتزقة المرتبطة بها.
أما عن مستقبل الاحتلال في الجزيرة السورية ومن خلال رؤية واقعية ومنطقية قال حمود الحمادة: كوننا أبناء هذه الجزيرة وعشنا جميع الأحداث التي مرت بها طيلة سنوات الحرب الظالمة على سورية، الجميع على يقين بعودة الجزيرة وكل شبر من سورية إلى السيادة السورية، ولو عدنا إلى بداية الحرب عندما أطلق قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد شعاراً إيمانياً وهو …سورية الله حاميها.. هذا الشعار له مرتكزات وهي إرادة هذا الشعب الصامد وحبه وتمسكه بوطنه وبقائده الصامد والذي حدا به إلى تقديم تضحيات كبيرة وعلى كافة المستويات، فالكل ضحى بشكل أو بآخر منهم من ضحى بالدم أو المال أو الجهد، وصمدت سورية أمام أعتى حرب في العالم .
وفي السياق ذاته أكد الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس الشيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في الحسكة أن المقاومة الشعبية حق مشروع تكفله كل الشرائع والقوانين الدولية حين تتعرض الأوطان للاحتلال والعدوان.
وقال الشيخ المسلط في تصريح خاص للثورة تعليقاً على انتفاضة أهلنا في الجزيرة السورية ضد ممارسات ميليشيا قسد والاحتلال الأميركي والتركي: لقد أخذ الحراك الشعبي لأهلنا في الجزيرة السورية شكل المقاومة السلمية عبر المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، وتطور أحياناً إلى استخدام السلاح، كما حدث في حارة طي بالقامشلي وقرية أبو ذيل في تل براك ومناطق من الشدادي، واليوم اتسعت دائرة هذه المقاومة من خلال استهداف القواعد الأميركية بالصواريخ وهذا مؤشر على أن إرادة المقاومة موجودة لدحر الاحتلال الأجنبي.
وأشار رئيس مجلس الشيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في الحسكة إلى أن هذين المحتلين يريدان تقسيم سورية من خلال فصل شمالها وشمالها الشرقي عن جسم الوطن بذراع التنظيمات المسلحة ومنها ميليشيا «قسد» في إطار مشروع تقسيم سورية وتفتيتها وتجزئتها وإضعافها وحرفها عن مواقفها الثابتة الوطنية والقومية والذي تعرض لنكسات وهزائم أثبتت قوة سورية بجيشها الباسل وصمود شعبها وحكمة قيادتها.
وقال رئيس مجلس الشيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في الحسكة: إن الغضب الشعبي العارم تصاعد إزاء سياسات التعطيش والتجويع والتجهيل والتهجير والتغيير الديمغرافي المتواصلة التي مارسها الاحتلال وميليشيا قسد بحق الأهالي أبناء القبائل والعشائر في الجزيرة السورية من خلال قطع المياه والكهرباء وسرقة المحاصيل وثروات المنطقة الزراعية والنفطية والاقتصادية.
وأكد الشيخ المسلط أن القرار الوطني الشجاع لأبناء القبائل والعشائر في الحسكة الذي اتخذوه بمقاومة الاحتلال ورفض سياساته هو قرار وطني يقوم على رفض الاحتلال والتصدي لكل أشكال الانفصال والسياسات التي تؤدي له ويتطلب دعماً وطنياً ويجسد هذا القرار السيادي الرسمي الذي يقوم على مبدأ تحرير كل شبر من سورية والتمسك بوحدتها أرضاً وشعباً.