الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
يقولون إن رأس المال جبان لا يخوض استثمارات غير سريعة الربح ومضمونة النتائج ..هذا القول لا يعيب رأس المال أبداً بل يعني الحذر والقدرة على الاستشراف والتخطيط ..ولكن من قال مثلاً إن الاستثمار في الصناعات الإبداعية وأصر على مصطلح صناعات..
الصناعة حصيلة العلوم وهي التطبيق العملي لها نظرياً وعملياً ..العرب كانوا يقولون : صناعة الشعر ..وصناعة الكتابة ..بل من قال إن من يكتب الشعر هو أكثر ذكاء من صانع الطائرة أو الصاروخ أو حتى يجد البعض في المصطلح انتقاصاً..؟!
بكلّ الأحوال الإبداع بمعناه الواسع يشمل كل شيء والثقافة أيضاً تشمل صناعات الشعر والرواية والسياحة وغيرها ..حتى أن صاحب كتاب عصر الوصول يقول : الثقافة هي صناعة المستقبل..
في العالم كله تتجه رؤوس أموال كثيرة نحو الاستثمار في هذا اللون ..في أميركا كما أشارت الإحصاءات أعلى نسبة استثمار في هذا اللون تليها بريطانيا وألمانيا…وتشير التقارير إلى أرقام كبيرة في مردود الصناعات الثقافية في الغرب ( نشر..مسرح …سينما الخ ).
ناهيك بما يسمى الرعاية واحتضان أعمال فكرية وثقافية من قبل مؤسسات تجارية كبرى ..هذا لا نجده في وطننا العربي أبداً ..
بل ربما يسخر الكثيرون من أصحاب رؤوس الأموال ممن يعملون في هذا المجال..
الاستثمار في العقول والأفكار أنبل استثمار وأكثره ربحاً وديمومة لأنه يبني الأجيال..
بكل الأحوال نافذة على هذا الواقع نريد أن تتسع لعلها تحرك ساكناً ما…
وما يحز في النفس أن مؤسساتنا الفكرية والإعلامية بدأت تتجه إلى استثمار مادي في مجالها ..؟ هذا ليس خطأ أبداً وإنما يطرح ألف سؤال أولها؛ لماذا نجد التمويل الكافي لأي مشروع غير الثقافي والفكري والإعلامي؟.
العدد 1118 – 1-11-2022