عندما تعلن الولايات المتحدة عن نيتها نشر 6 قاذفات نووية في أستراليا، وتقول إنها من خلال ذلك تبعث برسالة قوية لخصومها، بأنها قادرة على إطلاق طائرات مميتة في أي وقت شاءت، فإنها بذلك تؤكد أنها كانت ولا تزال ماضية في رهاناتها على خياراتها العسكرية، تدميرية كانت، أم دموية، في سبيل تحقيق أجنداتها الأحادية التسيدية.
الحماقة الأميركية هذه، وإن كانت متوقعة، وغير مستهجنة على الإطلاق، لا سيما إذا ما نظرنا بعين المحلل الخبير، لكل ما ارتكتبه أميركا من جرائم ضد الإنسانية، في كل أصقاع العالم، إلا أنها أي الحماقة تشير بشكل أو بآخر إلى أننا غدونا اليوم على فوهة بركان، قد ينفجر في أي ثانية، دون أن يرحم طفلاً، أو عجوزاً، أو مريضاً، فهناك نظام أميركي مجرم إرهابي طليق، لا بد من لجمه، ومحاسبته، وجعله تحت السيطرة، وإلا فإن القادم أسوأ، الأمر الذي يستدعي تكاتفاً عالمياً، وحراكاً أممياً جمعياً، باعتبار أن تبعات هذا الجنون الأميركي العبثي ستطال الكل دون استثناء كما أنها قد تقود إلى سباق تسلح نووي في أقل تقدير.
اللافت هنا أن الأميركي يوجه محراك شره في عدة محاور، فهو وإن كان يستهدف بكين عبر البوابة التايوانية تارة، والنافذة الأسترالية حالياً، إلا أنه وبالتوازي مع ذلك يحيك شراكه التصعيدية حيال موسكو عبر النافذة الأوكرانية، عبر تسليحها بأعتى أنواع الأسلحة الفتاكة، لا بل إن البنتاغون سبق وصرح أن توفير قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا لا يزال أولوية للولايات المتحدة.
إذن كالأفعى التي تنفث السموم القاتلة.. هي أميركا.. ولكنها سرعان ما ستلدغ نفسها، وتموت بسمها، بعد أن تفلس كل مشاريعها السوداوية، وتصطدم بالثبات والتفوق النوعي الروسي، والتقدم الاقتصادي الصيني، فعصر الأحادية ولى إلى غير رجعة، وسواء استثمرت أميركا بالدماء، أم بالإرهاب، أم بالأحزمة الناسفة، أو حتى بالقاذقات النووية، فكل أجنداتها لن تبصر النور، ومصيرها الفشل حتماً.