الثــــورة:
يعاني مرضى الفصال العظمي، أو ما يعرف بـ “التهاب المفاصل التنكسي”، من آلام مزمنة، نتيجة تآكل الأنسجة الغضروفية الخاصة بالمفاصل.
ويحدث الفصال العظمي، الذي يعد أحد أكثر أمراض العظام انتشارا في العالم، نتيجة تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية، التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة، وتعد بمثابة وسادة لحماية العظام.
حيث جميع مفاصل الجسم معرضة لتغيرات وتلف في النسيج الغضروفي، لكن أكثر المفاصل تعرضا لهذا المرض هي مفاصل الركبة والورك لكونهما أكثر المفاصل تحملا لوزن الإنسان.
ويؤدي تآكل هذه الطبقة الواقية إلى احتكاك الأنسجة العظمية، ويصحب الاحتكاك التهابات تصيب جوف المفصل وتتسبب في الآلام.
فان الفصال العظمي لا يقتصر على كبار السن فقط، وإنما يهاجم الشباب أيضا. وترتبط إصابة الشباب بالفصال العظمي بالسمنة أو الإصابات الرياضية مثل تمزق الرباط الصليبي وإصابات أربطة الكاحل وتشوهات الساقين مثل الساقين على شكل حرف X أو على شكل حرف O.
وتتمثل أعراض الإصابة بالفصال العظمي في خشونة المفاصل والألم أثناء المشي، كما قد يشعر المرضى بطقطقة الركبة وأحيانا بانقباضات لا إرادية للعضلات.
ويجب استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت المناسب من أجل إيقاف تآكل المفاصل.
ويتم علاج الفصال العظمي بعدة طرق، منها: العلاج الطبيعي وممارسة الرياضات الصديقة للمفاصل كالسباحة وركوب الدراجات الهوائية وتدريب العضلات، مرورا بتنظير المفاصل طفيف التوغل، ووصولا إلى زرع الخلايا الغضروفية وتركيب مفصل اصطناعي.
وهناك عدد من الرياضات غير مناسبة لمرضى الفُصال العظمي، وهي الرياضات التي يرتفع فيها خطر الاحتكاك والتصادم، مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والهوكي، وكذلك الرياضات، التي تتطلب تغيير الاتجاه بسرعة مثل التنس.
في المقابل، فإن المشي لمسافات طويلة يعد مناسبا لمرضى الفصال العظمي بشرط ألا تكون مسارات المشي شديدة الانحدار.
كذلك يساعد الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن في تقليل آلام الفصال العظمي، حيث أن فيتامينات C وE وبيتا كاروتين بالإضافة إلى عنصر السيلينيوم لها تأثير مضاد للالتهابات في الجسم.
ويتوفر فيتامين C في الفواكه الحمضية كالبرتقال واليوسفي، بينما يوجد فيتامين E في المكسرات والزيوت النباتية والبذور، فيما تعد الخضراوات البرتقالية والحمراء مثل الجزر والطماطم والفلفل غنية بالبيتا كاروتين.
ومن ناحية أخرى، يتعين على مرضى الفُصال العظمي الابتعاد عن اللحوم الحمراء؛ نظرا لاحتوائها على حمض الأراكيدونيك، الذي يحفز العمليات الالتهابية.
وينبغي أيضا الإقلال من منتجات الألبان والبيض والسكر والدقيق الأبيض منعا لتفاقم المتاعب. ويراعى أيضا شرب الشاي والقهوة باعتدال.