عبير علي
«هي واحدة من أعرق الحرف التراثية الشامية ويعود تاريخها إلى أكثر من ١٤٠٠ سنة، إنها حرفة الدهان الدمشقي، وقد أطلقت عليها هذه التسمية نسبةً إلى مدينة دمشق التي تزخر بيوتها وجوامعها برسومات ولوحات فنية من هذه الحرفة، من أسقف وجدران ومجالس عربية ولوحات جدارية وطاولات».. بهذه الكلمات بدأ شيخ كار حرفة الدهان الدمشقي «ماهر بوظو» حديثه لصحيفة الثورة، وأضاف:
يعد الخشب المادة الأولية الأساسية في تصميم الشكل المراد تنفيذه، ثم نقوم بعملية التأسيس بلون أبيض، وبعدها نضع المعجونة لإخفاء العيوب ونبدأ بعملية «السنفرة» أو الحف، حتى يصبح السطح ناعماً لنبدأ عملية الرسم بورق الزبدة، بطبعات تعتمد الدوران أو التماثل أو التكرار أو التناظر، ثم نقوم بعملية التثقيب بالدبوس مكان الرسمة وتُمسح بالفحم الذي يدخل مكان الثقوب، فتظهر الطبعة المطلوبة لتأتي مرحلة «النباتي» وهي مادة نافرة لإعطاء سماكة للعروق، وبعد جفافها توزع الألوان حسب الرغبة، ثم تبدأ عملية الدهان بلون الذهب والفضة والتزين ثم مرحلة التحديد بالريشة وأخيراً «الرتوش» لتصبح القطعة جاهزة لعملية الورنيش «اللكر» للحفاظ عليها من العوامل الجوية.
وشدد «بوظو» على أهمية قيام الجهات المعنية بدورات تدريبية ومعارض خارجية مجانية للحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار، فهي تراث سوري عريق وأكبر متاحف العالم تتغنى بقاعات من حرفة الدهان الدمشقي.