حقائق وأرقام مرعبة عن ظاهرة الدروس الخصوصية، عن سوق العلم السوداء الذي استطال ليشمل رياض الأطفال.. حدثتني سيدة عن طفلتها ذات الخمس سنوات التي تتلقى تدريساً خصوصياً فردياً في المنزل لمدة ساعتين، من الرابعة ظهراً حتى السادسة، وتعتبر تلك الأم الروضة هي مجرد مكان للعب واللهو ريثما تعود من عملها.
مبررات كثيرة يخلقها الأهل والطلاب لحاجتهم للدروس الخصوصية، غير منطقية وليست مقبولة ولاسيما تلك الآراء التي تقلل من أهمية وضرورة الحضور المدرسي لعدم توفر المؤهلات التربوية والتعليمية في كادره والتعويض عن ذلك بدروس خصوصية أهم وأكثر فائدة.
محاولات كثيرة وزارية جادة لضبط هذه الظاهرة وتطويقها والحد منها والتعويض عنها ولاسيما للطلاب منخفضي المستوى التعليمي بخدمة الدروس الخصوصية المجانية عبر الانترنيت وكذلك دورات (استلحاق) في المحافظات كافة لطلاب الشهادتين إضافة إلى ما تقدمه الفضائية التربوية من دروس تقوية.
رغم كل الجهود والتحذيرات الوزارية من رواج سوق الدروس الخصوصية إلا أنها مازالت ناراً تحرق الجيوب وهنا يبقى الدور الأكبر والأهم للأهل للتخلص من هذه العادة والعدوى الأسرية والإقلاع عن هذه الموضة والتقليد الأعمى للمباهاة الاجتماعية .