ربما لو تسنى للرئيس الأميركي جو بايدن أن يسافر إلى ايران ويقود أعمال الشغب بنفسه وليس فقط بدعم وتدريب مخابراته فلن يتردد، فقد فعلها روبرت فورد من قبله وقاد الارهابيين في سورية.. فالرجل خرج من حمامه السياسي عارياً في الانتخابات النصفية ليصرخ وجدتها ولكن في الشرق الأوسط وهذه المرة في إيران بعد النكسات الكبرى في أفغانستان وفي ابتلاع لسانه في الاتفاق النووي مع طهران وفي خروج الحلفاء في المنطقة عن الطاعة الأميركية خاصة أن “أوبك” لم تعد رهن الإشارة الأميركية ..فجاءت فكرة إشعال أعمال الشغب في إيران من تدبير الشيطان الأميركي وإغواء الأوروبي انه إذا زعزع استقرار هذا البلد المؤثر فستفقد روسيا أهم حلفائها في المنطقة وسيتراجع أداؤها في الحرب على أوكرانيا وسيصبح النفط الإيراني طوع البنان الغربي وربما شطح بايدن في أحلامه إلى أن يبقى في سورية والعراق ويرجع كل حلفائه في المنطقة الى فانوسه السحري.. ولكن يبدو أن بايدن وقبل أن ينهي أحلامه كسرت جرة عسل أوهامه فالشعب الإيراني يدرك أن مخططات واشنطن هي لمصلحة واشنطن وأن أعمال الشغب هي أفلام هوليودية تبثها المحطات الأميركية السياسية ويتابعها الأوروبيون بجيوب مفلسة وأجساد ترتجف من البرد..
هي المحاولة الأميركية الأخيرة قبل الخروج من الإخفاقات المتكررة في الشرق الأوسط وهي الاستماتة من بايدن قبل السقوط في حفرة الفشل الانتخابي الذي حفرها له الجمهوريون بقيادة ترامب وربما يزيد طين بايدن بلة عودة نتنياهو الذي يفضل دونالد ترامب عليه..
محاولات أميركية فاشلة باستهداف روسيا من إيران واستهداف النظام العالمي الجديد الذي ستخرج واشنطن من بابه الصغير والضيق وستعلق فيه أوروبا حتماً..