الثورة-هراير جوانيان
اللحظة التاريخية اقتربت، الحدث العالمي الرياضي الأهم يستعد للانطلاق بعد 10 أيام، إمارة قطر ستتحول إلى وجهة العالم أجمع، لمتابعة وقائع نهائيات كأس العالم سواء على المستوى الفني للمنتخبات الـ32 المشاركة، أم للجماهير التي ستتقاطر على البلد الخليجي من نحو 210 دول.
رئيس الاتحاد الدولي جاني إنفانتينو أعلن أن كل شيء في قطر جاهز للمونديال الأفضل في التاريخ.
أنفقت قطر نحو 250 مليار دولار لاستضافة كأس العالم، حيث شيدت أميالاً من الطرق السريعة ونظام مترو ومطاراً جديداً وملاعب إضافة إلى مبانٍ شاهقة.
المنتخبات الـ 32 تم تقسيمها إلى 8 مجموعات، ويبدو منتخب البرازيل أبرز المرشحين لتعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب في نهائيات كأس العالم (5 مرات)، في حين رُسمت أكثر من علامة استفهام حول مستوى المنتخبات الأوروبية العملاقة التي تعاني إصابات عدة في صفوفها.
قد لا يكون ما حدث في الماضي مهماً، لا سيما أن النسخة المقبلة ستكون الأولى في الشرق الأوسط والأولى في شهري تشرين الثاني وكانون الأول، في خضم الموسم الأوروبي، كما قد يلعب التاريخ دوراً لأن تتويجات البرازيل الأربعة الأخيرة في كأس العالم جاءت كلها خارج أوروبا، بعد أن حققت باكورة ألقابها في السويد عام 1958، علماً أن منتخبات أوروبا سيطرت على اللقب منذ 2006.
لكن البرازيل ستخوض غمار النسخة المقبلة بعد سلسلة مدهشة وبتشكيلة قوية لا تعتمد فقط على نجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار، وسيظل نيمار يجذب أكبر قدر من الاهتمام، لكن المدرب تيتي يملك فريقاً رائعاً بدءاً من أليسون بيكر في المرمى، مروراً بفابينيو وكاسيميرو في خط الوسط، وسرعة إيقاع فينيسيوس جونيور بالإضافة إلى خطورة كل من روبرتو فيرمينو وريشارليسون. ومع ذلك، فإن علامة الاستفهام الكبيرة المحيطة بالبرازيل هي أنها لم تخض مباريات مع منتخبات النخبة الأوروبية، منذ سقوطها أمام بلجيكا في ربع نهائي مونديال روسيا قبل أربع سنوات. في المقابل، تفوّقت الأرجنتين على إيطاليا بطلة أوروبا 3-0 في مباراة جمعت بين بطلي القارتين الأوروبية والأميركية الجنوبية. كما تخوض الأرجنتين، بطلة العالم 1978 و1986، غمار المونديال في حالة جيدة، حيث لم تخسر في 35 مباراة توالياً منذ سقوطها أمام البرازيل في كوبا أميركا 2019.
وتحتل الأرجنتين المرتبة الثالثة في التصنيف العالمي، لكن المدرب ليونيل سكالوني لا يملك العمق ذاته في تشكيلته مقارنة مع البرازيل، لكن هناك عدداً كافياً من اللاعبين الجيدين لإخراج الأفضل من ليونيل ميسي الذي سجل تسعة أهداف في آخر ثلاث مباريات ودية لبلاده، وبعد بلوغه الخامسة والثلاثين تبدو نسخة قطر الفرصة الأخيرة لميسي للفوز بكأس العالم وقد يكون هذا الدافع قوياً.
هل تستطيع فرنسا الدفاع عن اللقب؟
يتعين النظر فقط إلى فرنسا عام 2002، عندما خاضت غمار المونديال الآسيوي في كوريا الجنوبية واليابان بقيادة المصاب زين الدين زيدان، بصفتها حاملة اللقب وبطلة أوروبا، لكنها خرجت من دور المجموعات دون أن تسجل أي هدف. وبعد عقدين من الزمن، توج المنتخب الفرنسي بلقبه الثاني، لكن كل شيء ليس على ما يرام في تشكيلة المدرب ديدييه ديشان، فقد انشغل كيليان مبابي بالتقارير التي تحدثت عن رغبته في الخروج من باريس سان جيرمان، في حين تسبّبت الإصابات الكثيرة التي طالت منتخب الديوك بصداع لديشان، وستخوض فرنسا المونديال في غياب لاعب مؤثر في الوسط هو نغولو كانتي ويعاني بول بوغبا ليكون في كامل لياقته البدنية. بيد أن ديشان يملك ورقتين رابحتين في خط المقدمة هما كريم بنزيمة صاحب الكرة الذهبية ومبابي.
وعلى الأقل ستكون فرنسا حاضرة في العرس الكروي، خلافاً لإيطاليا التي فشلت في التأهل بعد عام من فوزها بكأس أوروبا. في المقابل، تراجع مستوى إنكلترا كثيراً وخير دليل على ذلك فشلها في الفوز في آخر ست مباريات لها وسيغيب عنها ظهيرها الأيمن ريس جيمس أحد أفضل لاعبيها، بسبب الإصابة. وليس من الواضح ما إذا كانت ألمانيا بالفعل أفضل من الفريق الذي خرج من بطولة أوروبا 2020 في دور الـ16، على الرغم من تعيين هانزي فليك بدلاً من يواكيم لوف كمدرب.
وقد عادت هولندا، لكن هل تبدو إلى جانب جارتها بلجيكا، كفائزين محتملين بكأس العالم؟ كما تتساءل البرتغال عما إذا كانت في حاجة إلى تقليص دور نجم كريستيانو رونالدو وإعطاء مساحة أكبر لنجومها المهاجمين الأصغر سناً.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت إسبانيا تملك دفاعاً صلباً او هجوماً ناجعاً. والسؤال المطروح أيضاً، هل يمكن أن نشهد مفاجآت من منتخبات أخرى على غرار كرواتيا وصيفة عام 2018، وتحديداً من منتخبي الدانمارك أو صربيا؟
