قالتها المقررة الخاصة للأمم المتحدة إلينا دوهان، “إن الإجراءات القسرية التي تفرضها بعض الدول على سورية، ترقى إلى جرائم الحرب، وتزيد معاناة شعبها، وتمنع أي جهود للتعافي المبكر، وإعادة الإعمار، ويجب رفعها فوراً”.
دوهان شاهدت على أرض الواقع السوري تلك الآثار العميقة لعقوبات الغرب، والتي حفرت في الحياة السورية بكل شراسة تحت عنوان سطوة الغرب وعقوباته المجحفة التي لا نفع منها سوى التضييق على الشعب السوري في لقمة عيشه، استكمالاً للحرب العسكرية التي مورست على مدى سنوات.
دوهان صدمت عندما شاهدت الأثر الهائل، واسع النطاق للعقوبات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، صدمت على حقوق الإنسان والوضع الإنساني في بلد يكافح شعبه لإعادة بناء حياة كريمة بعد حرب امتدت لأكثر من عقد من الزمن.
نعم كما قالت دوهان إن الإجراءات القسرية التي يفرضها الغرب بزعامة أميركا على سورية، ترقى إلى جرائم الحرب، وتزيد معاناة شعبها، وهذا واقع مدعوم بشواهد الحياة اليومية التي يعيشها الشعب السوري، فلا يكاد يخلو بيت من معاناة سببها تلك الإجراءات الظالمة التي تقلص فرص التعافي الاقتصادي، التعافي الذي إذا ما تم لا ريب سينعكس إيجاباً على حياة جميع المواطنين السوريين.
الحيادية والمصداقية، ورفع الواقع كما هو عليه بالوقائع والشواهد والبراهين، أمر مهم جداً، لكن الأهم من ذلك أن يستفيق أصحاب الشأن في أروقة الأمم المتحدة، ويطالبوا الغرب في ظل الوضع الإنساني المتأزم الذي يعيشه الشعب السوري لرفع جميع العقوبات القسرية أحادية الجانب بشكل عاجل، لما تسببه من ضرر بالغ بالإنسان وحقوقه التي كفلتها جميع الشرائع والقوانين الدولية.
سورية التي عانت منذ أكثر من عقد من الزمن من الحرب التي قادها الغرب ضدها، لا تزال تعاني من تبعات تلك الحرب الهمجية وآثارها واضحة في حياة شعبها، في الدمار الذي حل ببيوتهم وممتلكاتهم، وشظف العيش وقسوة الحياة الاقتصادية التي أنتجتها الحرب واستكملتها العقوبات الغربية، وما يحصل لا يمكن تبريره خصوصاً ما يتعلق بحقوق الإنسان التي تنتهك بشكل واضح وفاضح على مرأى ومسمع المنظمات الدولية.
على المجتمع الدولي الذي ينادي بالتضامن الالتزام به، وسلوك جميع الطرق التي تفضي إلى مساعدة الشعب السوري، ونحن بانتظار التقرير التي سترفعه دوهان إلى الأمم المتحدة العام القادم ، ربما لن يجد آذاناً صاغية لكنه سيكون رصاصة في وجه من يشككون بمصداقية الدولة السورية التي تقوم بواجباتها قدر المستطاع تجاه شعبها، وتتعاون مع المنظمات الأممية لتسهيل جميع الإجراءات الإنسانية التي من شأنها التخفيف من وطأة العقوبات التي يمارسها الغرب على سورية وشعبها دون أي مراعاة لظروف الحرب القذرة التي أنتجتها دوائر الغرب الاستعماري التي تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية.
منهل إبراهيم