الغموض والنفاق

 

برزت على السطح مواقف غربية تدعو إلى ضرورة التفاوض بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة، ولكن في المقابل ثمة تناقض واضح في التصريحات الغربية حيال هذه المسألة، ما يشير إلى حدة الانقسامات الغربية، ولاسيما داخل حلف الناتو، وكذلك داخل الإدارة الأميركية نفسها.

هيئة الأركان الأميركية اعترفت بأن الأزمة الأوكرانية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية، وإنما عن طريق التفاوض، وبأن الفرصة مواتية الآن لإجراء حوار ينهي الحرب، في حين تعارض وزارة الخارجية هذا الرأي وتدعو لمواصلة دعم أوكرانيا عسكرياً، وهذا يشير إلى إستراتيجية الغموض التي تمارسها الإدارة الأميركية، فهي لا تريد إنهاء الحرب وإنما إطالتها لمحاولة إضعاف روسيا، ولكنها تعاني من ضغوط شديدة داخل الشارع الأميركي الذي يطالب بوقف إمدادات الأسلحة لكييف، والالتفات إلى معالجة التضخم في الولايات المتحدة، وربما تعكف إدارة بايدن على إجراء تقييم ومراجعة لمساعداتها العسكرية، ولكنها بكل تأكيد ستدفع وكلاءها الأوروبيين وفي مقدمتهم بريطانيا للتعويض عن المساعدات الأميركية بحال تقليصها.

دعوات التفاوض التي تطلقها الأطراف الغربية لا تستقيم بالمطلق مع اعتراف الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، بأن الحلف لا يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بشروط روسية، لأن ذلك حسب قوله “يرسل إشارة إلى أن استخدام القوة يؤدي إلى تحقيق أهداف سياسية”، وهذا يعني أن الحلف تحت القيادة الأميركية يتجه نحو تأجيج الأزمة أكثر، ولاسيما أن تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بدأت للتو في صحراء موهافي الأميركية لمحاكاة عمليات عسكرية ضد القوات الروسية في أوروبا، وفق ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية، ومع وجود بعض الأطراف الأوروبية الرافضة لمواصلة تقديم السلاح للجانب الأوكراني، بسبب بدء نفاد مخزون الأسلحة لديها، وبسبب أزمة الطاقة نتيجة سياسة العقوبات المرتدة، فإن الانقسام يبدو واضحاً داخل الحلف، ولكن هذا لا يعني أن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا لن تحاول التأثير في باقي الدول لمواصلة تقديم السلاح لكييف، ورفض مبدأ الحوار والتفاوض.

روسيا دائما تبدي استعدادها للحوار والتفاوض شرط مراعاة مصالحها، ومراعاة المتغيرات على الأرض، ولكن المشكلة بأن نظام كييف ليس صاحب القرار الفعلي لإجراء مثل هذا الحوار، وهنا فإن أي حوار أو تفاوض محتمل سيكون بين موسكو وواشنطن وحلف الناتو، وروسيا بكل تأكيد لن تتنازل عن شروطها، وعلى رأسها وقف ضخ السلاح الأميركي والأوروبي لكييف، وحصولها على الضمانات التي طرحتها قبل بداية الحرب، وأولها التزام “الناتو” بعد التوسع نحو الشرق، لأن في ذلك تهديداً صريحاً لسيادتها وأمنها القومي، لن تقبل به مطلقاً.

آخر الأخبار
صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة