حتى قبل أن تنتشر الفيديوهات التي وثقت معاناتها وهي لاتزال طفلة رضيعة، أحسسنا بشيء مميز في هذه الطفلة يلامس أروحنا، فيها شيء يبلسم الروح…
وحين تابعناها بعد تتويجها بطلة النسخة السادسة من تحدي القراءة العربي في الإمارات العربية، بدأت تتكشف تفاصيل رغم بساطتها إلا أنها يمكن أن تأخذنا إلى عبر عميقة.
حالة ما، أجواء معينة أحاطت بالطفلة القادمة من حلب، التي تعاني هي الأخرى كشقيقاتها من المدن والمناطق السورية، إلا من جيل ستكون ابتسامة شام، وشغفها، عنوان له.
على منصة التتويج في السؤال الأخير الذي يوجه للطفلة شام البكور، لم يكن الإعجاب بسرعة البديهة، والطريقة التي تكونت بها هذه الطفلة، بل بانسيال عفويتها، وبراءتها، وعينيها البراقتين اللتين يكاد الذكاء يفر منهما وتلك المقاطع التي تتلفظ فيها لغة فصيحة، ومعان عميقة، كل ما فيها جميل، جمال فطري تغلفه خلطة طفولية تسحر كل من يراها.
حكاية شام علمتنا وأحيت فينا أمل ما…وجميعنا انتظرنا اللحظة الحاسمة، حين ارتفع صوت المذيع ” هي شام البكور من سورية، خفقت قلبونا، ولم تتوقف حتى الآن، كأننا فرقة موسيقية كورال اشتغلنا جميعاً لصالح شام، ولكن بعد أن أتقنت والدتها منال مطر تربيتها، وتوجيه موهبتها…
لتغدو شام صاحبة الحكاية المتفردة، نجت من تفجير غادر، فقدت إثره والدها…. والتفاصيل التي حفظناها بعد مشاهدتنا لفيديوهات انتشرت في فضاء الإنترنت وعلى مختلف مواقع التواصل، إذ بالكاد تخلو من شام البكور، خاطفة القلوب كما أطلق عليها، قبل أن تخطف العقول وتفوز بالتحدي، لتؤدي خدمة كبيرة لعالم القراءة والكتاب.
ربما أهم ما نفعله لها، بعد تتويجها، أن نحترم خصوصية تكوينها، وبراءة أفعالها، ألا نحاول برمجتها معتقدين بعد كل هذه الضجة حولها، أن لكل منا فيها نصيب…!