الازدحام الكبير الذي تشهده معاصر الزيتون اليوم يعيد إلى الأذهان أيام الاستعصاءات الكبيرة على محطات الوقود التي كانت تصل إلى عدة كيلو مترات..
المهم هنا عند المواطن أن يصل دوره على ” الطرنبة” و لا يهتم بالكمية..أو التلاعب الذي كان أصحاب المحطات يمارسونه ..
أمر المعاصر اليوم يشبه تلك الحالة .. و حالات السرقة و التلاعب يشعر بها المواطن..
اجتماعات متعددة و متكررة على مستوى السلطة التنفيذية من أجل مراقبة عمل معاصر الزيتون سواء لجهة الحد من التلاعب الذي قد يتعرض له المزارع أو لجهة كميات المازوت الموزعة..
الأمر الذي كان له النصيب الأكبر من اهتمام السلطة التنفيذية في المحافظات هو التركيز على ضرورة التخلص الآمن لمياه الجفت التي تخلفها المعاصر و مخاطرها على البيئة و المياه الجوفية..
المتابع يرى عدم الجدية في طريقة تعاطي الجهات المعنية مع هذا الملف .. و خروج مشروع نبع الدلبة المغذي لمدينة الدريكيش من الخدمة في ريف طرطوس بسبب التلوث الذي طاله نتيجة تسرب مياه جفت إحدى المعاصر خير مثال على ذلك..
طبعاً هذه ليست المرة الأولى .. و كل عام تتكرر نفس الحالة و في أكثر من مكان في ريف طرطوس .. و هو عائد بالدرجة الأولى لعدم تقيد معظم معاصر الزيتون بشروط الترخيص و أهمها ضرورة تركيب محطات معالجة أو الالتزام بإنشاء أحواض ترسيب لمياه الجفت و من ثم التخلص منها بطريقة آمنة بإشراف الجهات الإدارية و البيئية المختصة…
ثروة المياه في طرطوس أو اللاذقية.. اللتين تمثلان خزان سورية المائي تستحقان من الجهات الحكومية الاهتمام بهذه الثروة الاستراتيجية و التي تتعرض للتلوث المشهود سواء من مكبات القمامة أو مياه الجفت أو مياه الصرف الصحي…
هي مشكلة مستعصية..و أعتقد أنها تستحق خطط حكومية سريعة للحفاظ على هذه النعمة المهدورة بطريقة جاهلة جداً..
هو تحد…و الحرب المستقبلية هي حرب مياه و الذكاء هنا من يدير هذا الملف بحكمة و مسؤولية…