الثورة:
أحيت سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بدمشق مساء اليوم الذكرى الـ 68 لاندلاع الثورة التحريرية في الأول من شهر تشرين الثاني، وذلك في فندق شيراتون دمشق.
وفي كلمة له خلال الحفل أكد السفير الجزائري بدمشق لحسن تهامي أن سورية حاضرة دوماً في وجدان الجزائريين، وأن العلاقات بين البلدين اتسمت بالتميز نظراً للتلاحم الشعبي، والرصيد التاريخي بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وشدد تهامي على موقف بلاده من الأزمة في سورية الذي تميز بالثبات والوضوح في الرؤية، حيث دعت الجزائر إلى إيجاد حل سياسي عبر الحوار الوطني بين السوريين يخدم مصالحهم، ويحفظ سيادة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها.
وأكد تهامي تمسك بلاده بالمبادئ العامة لسياستها الخارجية القائمة على مبدأ احترام استقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومبدأ حل الأزمات والنزاعات والمشاكل بالطرق السلمية والحوار والمصالحة بعيداً عن الحلول العسكرية والأجندات الخارجية.
بدوره وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد لفت إلى أن الجزائر وقفت إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب، ولم تنضم إلى الذين دعموا الإرهاب، والقرارات الدولية في المنظمات الدولية مشدداً على عدالة قضايا البلدين الشقيقين، الأمر الذي خلق التوافق والمودة مع الجزائر التي كانت دائماً تقول إن سورية جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وضميرها.
واستذكر المقداد كلمات الرئيس تبون في لقائه الأخير معه بأن الجزائريين يكنون كل المحبة لسورية.
وأكد المقداد أن ذكرى انطلاق الثورة الوطنية التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي التي تحمل كل المعاني النبيلة والمشرفة موجودة في قلب كل سوري آمن بها واعتبرها جزءا لا يتجزأ من تاريخه، مشيراً إلى أن دمشق ما زالت تحتفي حتى الآن بذكريات لا تنسى حول الدور الذي قام به القائد الجزائري الكبير عبد القادر الجزائري في سورية.
ونوه المقداد بدور الجزائر تجاه قضايا الأمة العربية بما في ذلك سورية، والجهد الذي بذلته مؤخراً من أجل إعادة اللحمة إلى صفوف الشعب الفلسطيني، ولذلك كانت سورية من الدول التي أعلنت تأييدها لهذه الخطوة، مؤكداً أن هذه هي القيم التي نشأ عليها البلدان.
وفي تصريح للصحفيين قالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية: إن ما يجمع بين البلدين تاريخ ونضال ومصير مشترك وأهداف مشتركة مشيرة إلى محاولات البلدين إقناع الدول العربية بأن العمل المشترك يجب أن يكون أولوية لأن العروبة ولغة الضاد تجمعنا، ولأن الاستهداف للدول وللحضارة العربية هو استهداف واحد، وفهم الجزائر وسورية لهذا الموضوع هو فهم عميق، لأن فلسطين مستهدفه كقلب وجزء من هذه الأمة العربية.
وأكدت شعبان أن مواقف الجزائر تجاه سورية خلال الحرب الإرهابية التي عانت منها كانت مشرفة، وأن موقفها الأخير لمحاولة توحيد الفصائل الفلسطينية يدل على حرص الجزائر العميق والحقيقي على هذه الأمة، وكل ما قاله الرئيس تبون والوزير العمامره مؤخراً يشير إلى أن سورية هي قلب العروبة النابض وأنها العنوان الأهم في هذه الأمة.
ومن جهة أخرى وصفت شعبان الثورة التحريرية بالأسطورية بمسارها وبانتصارها، وهي تقدم مثلاً لكل الشعوب التي تعاني من الاحتلال والطامحة إلى الحرية لأن النساء والرجال والأطفال والجميع وقفوا في وجه احتلال دام مئة وثلاثين عاماً، وكان احتلالاً وحشياً.
حضر الحفل عدد من الوزراء وأعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ دمشق وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورؤساء وممثلي عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق وممثلون عن الفصائل الفلسطينية وفعاليات دينية وثقافية.
السابق
التالي