هناء الدويري
«الثقافة للجميع وفي خدمة الجميع».. شعار ثقافي تمسكت به سورية ووصلت إلى ازدهار ثقافي وحضاري بدأ بخطوات وأسس صحيحة منذ قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد وشعاراته الثقافية التي وقفت في وجه القوى الإمبريالية وغزوها في كافة المجالات وعلى الصعيد السوري والعربي والعالمي.
القائد حافظ الأسد وجد في الثقافة ضرورة وحاجة ملحة في التوعية والترشيد والبناء الفكري مع الحفاظ على التراث واللغة ومواكبة التطورات العالمية، وانطلاقاً من ارتباط الثقافة بالتنمية ووصول النشاط الثقافي ليكون عنصراً أساسياً في النشاط الاجتماعي قام القائد حافظ الأسد بتوسيع البنى التحتية المتخصصة بنشر الثقافة ووضع جملة من الأنظمة والقوانين والتشريعات التي تُعنى بالشأن الثقافي ناهيك عن تأسيس دستور البلاد ومجلس الشعب وبعض الوزارات كوزارة الإدارة المحلية وتأسيس المهرجانات الثقافية…
أصبحت المراكز الثقافية منتشرة على كامل بقاع الجغرافية السورية في الأرياف والمدن ولم تعد تقتصر على المدن الكبرى كدمشق وحلب وحمص وتم اختيار نخبة الكتب ووضعها في مكتبات المراكز الثقافية ليصل الكتاب إلى كلّ مواطن سوري
مهرجان بصرى الدولي كمثال على المهرجانات التي أتاحت الفرصة لتلاقح ثقافي عربي ودولي وجماهيري ، ومهرجانات السينما والفنون المسرحية وغيرها من المهرجانات التي تستمر إلى يومنا هذا…
مكتبة الأسد في عهد التصحيح اهتمت بتأهيل الكوادر والموظفين لإعداد الفهرسة والتصنيف وتسجيل كلّ أشكال المواد الثقافية وإعداد بيولوجرافيا وطنية للمكتبة إضافة للاهتمام بالتصوير الوثائقي (ميكرو فيلم وميكروفيش وفوتوكوبي)، ووضع نظام الإيداع القانوني لشراء الكتب وحصر المخطوطات وشراء ما أمكن منها وتوثيق المواد الموسيقية وأعمال التشكيليين وتوثيق الدوريات المطبوعة.
كما بدأ في عهد التصحيح الاهتمام بإحياء ونشر التراث الثقافي وتم الاعتماد على متخصصين في هذا المجال فأمات الكتب العربية مترجمة وموجودة في دول العالم كافة، فكان لابدّ من الاهتمام بنسخها وحفظها في بلداننا العربية فصدرت العديد من السلاسل المتضمنة لكتب التراث العربي ونشرات متخصصة بالمخطوطات العربية المصورة بتقنية الميكرو فيلم المحفوظة.
وفي عهد التصحيح وحفاظاً على المباني الأثرية والتاريخية تمّ ترميم تلك المباني والأسواق القديمة وبناء متاحف جديدة في دير الزور والسويداء وإدلب ودرعا والحسكة واللاذقية وتم التعاون مع البعثات الوطنية والأجنبية للمسح الآثاري والتنقيب وتسجيل العديد من المواقع على لوائح التراث العالمي، ففي عهد التصحيح تم ترميم الجامع الأموي وقلعة دمشق وبعض المباني (البيت الشامي، حي الحمراوي، بيت السباعي، بيت نظام، قصر العظم، المدرسة المرشدية، قلعة حلب، قلعة سمعان، قلعة حارم، أسوار وأبواب حلب، مدرسة الفردوس، خان الشونة، وغيرها الكثير مما يُعاد ترميمه اليوم من جديد لأهميته التاريخية وبسبب الإرهاب والدمار الذي طاله وكأن التاريخ يعيد نفسه، لكننا – شعباً وقيادة- لانستكين مهما خربوا ودمروا نحن نعيد الألق والحياة لكلّ أنحاء سورية…
مديرية المطبوعات منذ عهد التصحيح إلى اليوم تضع خطة سنوية لطباعة الكتب وتوزيعها وتوفيرها للمواطن السوري بأسعار زهيدة وتنوعت التخصصات في الترجمة وكتب الأدب وكتب الأطفال والعلوم والفنون.
كما انتشرت المسارح في سورية وتنوعت العروض المسرحية وزاد الاهتمام بالصناعة السينمائية وزادت المشاركات الدولية للأسابيع السينمائية السورية في دول متعددة.
وحظيت الفنون الجميلة باهتمام خاص وأقيم بتاريخ 1 / 10 / 1984 أهم معرض لفناني سورية.
النهضة الثقافية التي شهدتها سنوات التصحيح نسير على خطاها ونقطف ثمارها حيث رسمت شكل الحركة الثقافية والفكرية والفنية ولايزال الاهتمام بالتنمية الثقافية مستمراً في عهد السيد الرئيس بشار الأسد.
