الثورة – عبد الحميد غانم:
تتمتع الصداقة السورية الهندية بعلاقات تاريخية، أسهم البلدان وقيادتهما في إرسائها وتعزيزها، وقد شهدت دفعاً جديداً خلال زيارة الوفد الرسمي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إلى جمهورية الهند، إذ أجرى لقاءات ومباحثات ناجحة سياسية واقتصادية تتعلق بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وشعبيهما الصديقين.
لقد شكلت المباحثات دفعة جديدة في العلاقات الثنائية نحو المزيد من التقدم والتطور، وما جرى خلال هذه الزيارة شكل خطوة كبيرة ومهمة لتفعيل التعاون، خاصة بين الجهات المختصة في البلدين والتي ستقوم بمتابعة وترجمة ما جرى الاتفاق والتوصل إليه خلال هذه الزيارة.
من المعروف أن جمهورية الهند الصديقة إحدى دول العالم الكبرى سياسياً واقتصادياً وتقنياً، وتتمتع بميزات الدول العظمى ولها مكانتها الدولية ولها طيف واسع من شبكة العلاقات الدولية مع دول العالم نظراً للحضور الهندي في المحافل الإقليمية والدولية.. وهي تتمتع بعلاقات صداقة تاريخية وحافظت على موقفها الداعم لسورية في أصعب الأوقات، وقد أكد وزير خارجيتها جاشيانكار خلال اللقاء مع الدكتور المقداد موقف الهند الداعم لسورية، ومواصلة بلاده جهود تقديم المساعدات الإنسانية وزيادة المنح التعليمية والتدريبية وبناء القدرات، وأن بلاده مستعدة للتعاون مع سورية لزيادة حجم التجارة البينية، ووصف ثبات موقف الهند تجاه سورية بأنه شهادة على العصر.. أي أن الهند حليفة وصديقة لسورية في مواجهة الإرهاب والتحديات التي واجهتها وتواجهها نتيجة الضغوط الأميركية والغربية، ومن هنا تأتي أهمية الزيارة وتعزيز العلاقات بين البلدين وضرورة التعاون والاستفادة من الفرص المتاحة بينهما.
وخير مثال على الاهتمام الهندي ما سمعه الوفد السوري من المسؤولين الهنود وتأكيد ممثلي الشركات الهندية استعدادهم للاستثمار في سورية والمساهمة بإعادة إعمار البنى التحتية التي دمرها الإرهاب، ونقل التجارب الهندية في مجال التكنولوجيا الحديثة إلى مؤسسات القطاعين العام والخاص في سورية.
في ظل الأوضاع الخطيرة التي يمر بها العالم والصراع الدولي، تبدو أهمية التعاون والتشاور المستمر بين دمشق وشركائها الدوليين الذين يزدادون وتتسع من خلالهم دائرة التأييد والتضامن مع سورية ومواقفها الثابتة والمبدئية التي تحافظ على حقوقها وسيادتها، وتتعزز لديها عوامل الصمود في وجه المخططات المعادية التي تصعدها الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية الأخرى لعرقلة مسيرة الإنجازات وخطوات التقدم السورية، وقد أفشلت الحكمة السورية هذه المخططات المعادية وعززت دور سورية ومكانتها.