الثورة- ترجمة رشا غانم:
تنحدر الأخطبوطات من سلسلة الحيوان البدائي اللولبي الشّكل الشبيه بالديدان- والذي عاش قبل 518 مليون سنة- وقد يكون هذا هو السبب في أن المخلوقات ذات الأطراف الثمانية ذكية للغاية، حيث وجدت دراسة جديدة بأّن أدمغتها تشبه أدمغة البشر، لأن الحيوان البحري لديه مجموعة متنوعة من منظمي الجينات في أنسجته العصبية تُسمى MicroRNAs، وهي فئة من الحمض النووي الريبي غير المشفر، مماثلة للعدد في الفقاريات.
وكشفت النّتائج بأنّ microRNAs أو miRNAs يلعب دوراً أساسياً في تطوير أنسجة الدّماغ المعقدة، وهذا هو الشيء الذي يربطنا بالأخطبوط، وفقاً لما قاله المؤلف المشارك للدراسة- البروفسور نيكولاس راجوسكي.
من المعروف عن الأخطبوط بأنّه مخلوق ذكي، حيث يستطيع استخدام الأدوات، الاتخاذ من الصّدف كملجأ له، وتكديس الصّخور لحماية وكره، كما يستخدم مجسّاته الهلامية للدفاع عن نفسه، وطالما درس العلماء ذكاءه، وراقبوه وهو يتعلّم حل الأحاجي وفتح الجرار المحكمة الإغلاق، وفي الآونة الأخيرة تمّ تصويره وهو يرمي الحجارة والأصداف على نظرائه، حيث تنتمي الأخطبوطات إلى مجموعة تعرف باسم رأسيات الأرجل – والتي تشمل أيضاً الحبار.
وحللّت الدراسة 18 عينة مختلفة من الأنسجة من الأخطبوطات الميتة وحددت 42 عائلة جديدة من الحمض النووي الريبي – بشكل أساسي في الدماغ، وتمّ الحفاظ على الجينات أثناء تطور رأسيات الأرجل، لكونها ذات فائدة وظيفية للحيوانات، وأوضح راجوسكي بأنّه كان هناك بالفعل الكثير من تحرير الحمض النووي الريبي، وكان الاكتشاف الأكثر إثارة للاهتمام هو التوسع الدراماتيكي لمجموعة معروفة من جينات الحمض النووي الريبي، microRNAs، وتمّ العثور على مجموعه 42 عائلة جديدة من الحمض النووي الريبي- على وجه التحديد في الأنسجة العصبية ومعظمها في الدماغ، وبالنظر إلى أنه تم الحفاظ على هذه الجينات أثناء تطور رأسيات الأرجل، خلص الفريق إلى أنها كانت مفيدة للحيوانات وضرورية وظيفياً.
ومن جهته، قال المؤلف الرئيسي د.غريغوري زولوتاروف: “هذا هو ثالث أكبر توسع لـmicroRNA في عالم الحيوان، والأكبر خارج الفقاريات، ولإعطائك فكرة عن المقياس، اكتسب المحار، وهو أيضاً رخويات، خمس عائلات جديدة فقط منه منذ آخر أسلاف شاركوها مع الأخطبوطات – بينما اكتسبت الأخطبوطات 90″، مضيفاً: “إنّ هذا الكلام ليس علمياً جداً، لكن أعينها تنضح بالذكاء، الأخطبوطات لها عيون كاميرا معقدة مماثلة للبشر، إنها فريدة من نوعها بين اللافقاريات، مع دماغ مركزي وجهاز عصبي محيطي قادر على العمل بشكل مستقل”.
يُذكر أنّه إذا فقد الأخطبوط مجساً، تظل المجسة حساسة للمس ولا يزال بإمكانه التحرك، وتتفرد الإخطبوطات وحدها في تطوير وظائف الدماغ المعقدة هذه لأنها تستخدم أذرعها بشكل هادف للغاية، حيث تستخدمها كأدوات لفتح الصّدف أو كسلاح للتخويف والتشاجر مع الحيوانات المفترسة، كما أنّها فضولية للغاية ويمكنها تذكر الأشياء، ويمكنها التعرف على الناس حتّى أنّها تفضلّ بعض الأشخاص على بعض، هذا ويُعتقد أنها تحلم، لأنها تغير لونها وهياكل بشرتها أثناء النوم.
المصدر: ديلي ميل