تعددت الأسباب وتأجيل الدوري الكروي الممتاز حاضر بقوة، ليس هناك أي داعٍ لابتكار الأسباب ولا الإبداع في تصدير المسوغات، فبسبب أو بدونه، يمكن أن تمتد الأيدي إلى روزنامة الدوري الكروي، فتعبث بها، تؤخر، تؤجل، توقف، أي شيء يمكن أن يطرأ على هذه الروزنامة المسكينة، ذات الحائط المنخفض، الذي يعلوه من يريد، وفي أي وقت يريد.
يحضرني تساؤل!! هل ضعف بنية مسابقاتنا الكروية، يجعل التوقيف والتأجيل مسألة في غاية اليسر والسهولة؟! أم أن التعديات على سيرورة هذه المسابقات، تفرغها مما بقي من مضمونها، وتجردها من أشباه الفوائد التي قد تنعكس على واقع المنتخبات؟!
ولماذا علتنا الدهشة وساورتنا الشكوك في مصداقية التصنيف المتأخر جداً لدورينا الكروي، والذي أصدره الاتحاد الآسيوي للعبة؟!!
نستحق ذلك التصنيف المتردي، ليس للأسباب ومعايير التي يتخذها الاتحاد الآسيوي منطلقاً للتقييم والتي لا تملك مسابقاتنا شيئاً من تلك المعايير الموضوعية فحسب، ولكن لأن دورينا الكروي ليس منتظماً، ولا منظماً، يهون فيه التوقيف والتأجيل، وتضربه بقوة الارتجالية والعشوائية!!
ما يدعو للحيرة والاستغراب في هذا المشهد المستمر والسيناريو المتكرر، حالة الصمت التي تهيمن على إدارات الأندية المعنية، على الرغم من كونها أكبر المتضررين من هذه التأجيلات، التي تطيل أمد المسابقة، وتالياً تلحق خسارة مالية كبيرة بالأندية، التي تضطر لدفع مبالغ طائلة إضافية، رواتب وأجور للاعبين والمدربين والإداريين، ناهيك عن اختلال الخطط الفنية للمدربين، وما يتعلق بها من أحمال تدريبية، وتحضير بدني، وهذه الأمور تصيب اللاعبين بالفتور والخمول والهبوط في المستوى، وتضعف روح المنافسة بين الفرق.