عبير علي:
حرفة الرسم والزخرفة وتنزيل المينا على الزجاج والسيراميك، حرفة قديمة وتعود إلى زمن الفينيقيين، هذا ما أكده شيخ الكار الحرفي محمد بسام ريحان الذي يقول: تم استخدام الزجاج الأرجواني في صناعة الأواني الزجاجية المستعملة لتشكيل الكؤوس والأواني والتحف، والتي كانت تتم زخرفتها بالزجاج نفسه عبر إضافة «الأوكسيد» لتلوينه بعدة ألوان، وقد بدأت محطتي الأولى في تعلّم هذه الحرفة بشغف وإصرار كبيرين منذ عام1970 وأول انطلاقتي فيها كانت من خلال القطع التراثية الشرقية وخاصة «طقم العروس» الذي يُهدى للفتاة في عرسها، أما الآن فأقوم بزخرفة وحفر وتنزيل المينا على الزجاج والسيراميك اليدوي والآلي بكافة أنواعه.
وعن الأدوات التقليدية المستخدمة في هذه الحرفة، قال : «فراشي رسم» للزخرفة و»بودرة تلوين» من المشتقات النباتية لتلوين الزجاج وزخرفته، ونظراً لدخول هذه الحرفة ضمن إطار التطوير المعاصر فقد تم استخدام أدوات بسيطة لزيادة الإنتاج، مثل «الطباعة» التي تعتمد على الشاشات الحرارية، ومن ثم إدخالها إلى فرن حراري لتثبيت الألوان التي لا تتأثر بعد تعرضها لدرجة حرارة عالية بالاستعمال المنزلي «الميناء الزجاجية»، كما أن بعض الأعمال التي ننتجها يستخدمها حرفيّون لصناعة الثّريات باستخدام «الكلوبات الزجاجية المزخرفة» لتزيين أعمالهم بها.
سبق للحرفي محمد بسام ريحان المشاركة في عدة معارض داخل وخارج سورية، ونال جوائز وميداليات لبراعته في حرفة تراثية دمشقية لايزال يمارسها ويسعى إلى الحفاظ عليها من الزوال عبر تعليمها للأولاد والأحفاد والأقارب ولكل من يرغب بتعلمها وممارستها.
