مخالفات ليست للهدم

من المؤكد أن الغلط غلط، ولكن تصحيح الغلط  بالقانون قد يكون غلطاً في أحيان كثيرة، خلال الأزمة تم إشادة آلاف المخالفات العمرانية، منها عن طريق الفساد ضمن مناطق سيطرة الدولة، ومنها بالقوة خارج مناطق سيطرة الدولة، وفي المحصلة كلها مخالفات وتجاوز للقانون.
مؤخراً بدأت حملة لإزالة المخالفات في إطار تطبيق القانون وهذا حق، ولكن في كثير من الحالات يُمكن أن نسأل بمنطق الربح والخسارة، ما هي الفائدة من هدم مئات أو آلاف المخالفات العمرانية المبنية على أملاك خاصة ولا تضر أحداً وليس عليها أي اعتراض من أحد؟ أليس من الأفضل ترك هذه الأبنية وتسوية وضعها واستيفاء مبالغ كبيرة عنها؟.. ماذا تستفيد الدولة من الهدم؟ وكم هي خسارة المُخالف؟.
ما سبق ليس دعوة لشرعنة المخالفات، وليس دعوه لتشويه المشهد العمراني الذي يفتقد لأي هوية بصرية أصلاً، أبداً.. ولكن يمكن وضع معايير وأسس للتسوية بحيث لا تشكل أي ضرر لأحد، ولا تكون على الأملاك العامة، ولا تكون للأبنية المشتركة بين عدة قاطنين إلا بإجماع القاطنين.
يوجد في كل منطقة وبلدة ومدينة، داخل التنظيم وخارجه آلاف المخالفات العمرانية، قيمتها مئات المليارات ولن يفيد هدمها بشيء،  ولن يقدم أي قيمة مضافة لأي جانب، ولكنه قد يتسبب بالضرر لعدد كبير من ساكنيها، ولو تم تسوية أوضاعها فإنها ستشكل مورداً كبيراً للخزينة وكذلك للوحدات الإدارية العاجزة والتي تفتقد لأي مورد وتختنق بمئات الاستحقاقات البسيطة.
الأمر يُمكن تحديده بزمن بحيث لا يمتد بعده ليوم واحد، ولا يُمكن الاستناد والقياس عليه، كما يُمكن أن يزيل كثيراً من الحرج الذي تعانيه الوحدات الإدارية ومجالسها بأبعاده المادية والاجتماعية.
هدم فيلا أو بناء تكلفته مئات الملايين أو مليارات الليرات يعني خسارة مئات الملايين أو عدة مليارات، ولكن تسوية وضعه إن كانت تنطبق عليه شروط معينة، فهذا يعني تحقيق إيراد للخزينة بعشرات الملايين من كل بناء  ومثلها كذلك للوحدات الإدارية والبلدية، وقد يوفر جلطات وأمراض ومشاكل لأصحابها.
حتى بعض الأبنية المخالفة على الأملاك العامة  والتي لا تتسبب بالضرر لأحد يُمكن مصادرتها  وتسوية وضعها وتأجيرها واستخدامها مقرات للمؤسسات والدوائر الرسمية.
الغلط لا يعالج بالغلط ولا بشرعنته، ولكن بالمنطق وحسابات الربح والخسارة والمصالح يُمكن تسوية الأمر دون أن يقلل ذلك من هيبة السلطات المحلية، بل على العكس يُمكن أن يحقق مصلحة عدة أطراف، فليس كل مَن ارتكب جريمة قتل تم إعدامه، فالدوافع والظروف تحدد نوع الحكم رغم أنها جريمة بشعة، فكيف لا نستفيد من شي مادي تخريبه خسارة للجميع؟!.

 معد عيسى

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا