الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب
المترقب للمشهد الثقافي في حمص، بعد ما مرت به من حرب عدوانية على البلاد استنزفت قواه في كافة الاتجاهات، يلمس كيف نهضت بقوة بوجود كم هائل من التنوع والضخ في كافة الفنون والآداب والمسرح…
للتعرف على واقعه الحالي ونحن نحتفل بيوم الثقافة كان لنا لقاء مع كل من الأديبين طالب هماش وغادة اليوسف لنتعرف على رؤيتهم، وكيف يمكن العمل على البعد الثقافي في هذه المرحلة، لنتمكن من الاقتراب من ذائقة المتلقي…
يقول الأديب الشاعر طالب هماش: ليس بمستطاع الحرب ان تقتل الأنغام العذبة للروح التي ترعرعت في رحاب الفن والأدب والطبيعة الخيرة.إن الشقاق بين الشعب والأدباء والفنانين، ينبغي أن يدفع اليراع الجاف إلى تلمس الجراح الخفية، وإيقاظ مشاعر النبل من الأعماق القصية.
*محاربة ثقافة القبح
وبالتالي على المؤسسات الثقافية أن تقوم بدورها في محاربة ثقافة القبح والضحالة، وإظهار الرائع والجميل والجاد والصادق، لينجو الإيقاع الفني والأدبي من اختناقه، ويطلق صوته بالإنشاد الخلاق.
وأن تدرب متلقيها على إشاعة ثقافة النقد والشك في المقولات الجاهزة، والمعتنق الكلاسيكي للعقول المستسلمة للمسلمات، وبالتالي إضاءة المساحة المظلمة في منظومة الفكر المغلق، فالثقافة بأبعادها المتعددة قادرة على فتح الشبابيك على العوالم الليلكية، حيث يتأرجح النقاء والجمال لأحلام النفس الشعبية كهلال أبيض ينير سكينة السماء، والانصات إلى صوت النقد الجاد، تبني المواهب العظيمة، والعمل على إنتاج برامج ثقافية حقيقية.
أما الأديبة غادة اليوسف، فقالت: المشهد الثقافي من خلال متابعتي المتواضعة لمعظم الأنشطة التي قد لا تعطي صورة دقيقة، أو هو مشهد بالنظر لما انعكس على حياة الجميع، واهتماماتهم بسبب الحرب، وما أفرزت، يحاول أن يكون أنشطة متعددة متنوعة ثقافية وفنية، وإن كانت قليلة، لأسباب كثيرة يمكننا إحالتها أيضا الى عقابيل الحرب والغلاء، وذبول اهتمام الناس المنسحقين وراء لقمة العيش والدفء ومتطلبات الأبناء.
*مؤشر على البنية التحتية
وهنا لابد من التنويه على ما تقوم به مديرية الثقافة في حمص قاعة المركز الثقافي، حيث لا تكاد تخلو من نشاط يومي، وأحيانا أكثر من نشاط في اليوم، بغض النظر عن قيمة ما يقدّم على الصعيد الثقافي والفني، فهذا أيضا مؤشر على ان البنية التحتية المتهالكة، بسبب الحرب على كل الاصعدة، التي سوف تلقي بظلالها على البنية الفوقية حتما.
*انتشار المنتديات الأدبية والشللية
انتشار ظاهرة المنتديات الأدبية ملفتة لجهة ما تقدّم وبشكل شللي على الغالب، والتي يقوم على معظمها من لايزالون يخطئون في القراءة من ورقة مكتوبة، ما يثير السؤال عن الهدف منها، غير حبّ الظهور ومحاولة تصنيع شخصيات ثقافية ناشطة، يحكم على نشاطها ما تراكمه من قيمة مضافة للحياة الفكرية، خصوصاً حين نعلم ان من ينهض بها لا يتوفر على مستوى فكري وثقافي ذي قيمة.
يلاحظ غياب لأهم الفنون ألا وهو المسرح إذا استثنينا بعض الأسماء القليلة جداً، التي تحاول صناعة إنجاز تراكمي رغم كل شيء مثل المخرج سامر ابراهيم أبو ليلى، والفرقّ التي يحاول العمل عليها مسرحياً.
*تطغى الموسيقى على النشاطات
النشاط الفني الموسيقي هو الطاغي في مديرية الثقافة، ربما يعود السبب لكون مدير الثقافة متخصصا في هذا الجانب، وكذلك لا يخفى الإقبال على مثل هذا النشاط، ولهذا الأمر ما يبرره، لأن ما يقدّم يلبي حاجة الناس، بعكس الندوات والمحاضرات التي في معظمها تبتعد عن هموم الناس، وأما بالنسبة للشعر فهو حاضر في المشهد الثقافي وبكثافة، ولكنه حضور يطغى فيه الكم على حساب النوع، للأسف كثر أدعياء الشعر والشعر غائب.
ولكن من الإنصاف والواجب التنويه لما ينهض به فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب من مهمات كبيرة، من خلال تبنّي الإبداعات الشبابية بتأسيس النادي الثقافي الشبابي ورعايته، وفق برنامج، بتوجيه من قبل اتحاد الكتاب العرب في سورية، وكذلك تقديم ورعاية أصدقاء هذا المنتدى وإفساح المجال أمامهم لتقديم إبداعاتهم، وكذلك نشاط منتدى العاصي الثقافي ففيه الكثير من المواهب المبشرة.
بالإضافة الى النشاط المعروف للاتحاد الذي يقدم به الأدباء والكتاب إبداعاتهم وفق البرنامج المعروف..