ثورة أونلاين:
يعد " اقتصاد المعرفة " قسمًا جديدًا من فروع العلوم الاقتصادية ، ويقوم على فهم جديد أكثر عمقاً لدور المعرفة ورأس المال البشري في تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع. وقد عرفه البعض بأنه نشر وتكوين وتبادل المعرفة كنشاط اقتصادي وهو يستند عمليا على ثلاث حقائق حسب بعض الباحثين أولها :
التراكم المعرفي الإنساني. والمهارات والإمكانات التي نتجت عن هذا التراكم وأسفرت عن تحسين مستويات المعيشة وتحقيق الرفاهية للعديد من الدول التي أفلحت في تطويع تلك المعارف والمهارات بغرض زيادة مستويات إنتاجها المادي ثم الدخل.
• أما الحقيقة الثانية فترتبط بتطور تقنيات المعلومات ونظم الاتصالات وتطبيقاتها، وانتشارها بتكاليف معقولة على نطاق واسع، وتفعيلها للتعامل مع المعرفة بيسر وسهولة وسرعة، بعيداً عن قيود الحدود، ومشقة المسافات. وقد فتحت هذه التقنيات أبواباً جديدة لانتشار المعرفة وفوائدها، مكنت كثيراً من الدول الطامحة إلى التقدم من العمل على تقليص الفجوة التي تفصلها عن الدول المُتقدمة، ومن تطوير إمكاناتها الإنتاجية ومكانتها، وصولاً إلى بناء اقتصاد معرفي يُحقق التنمية المُستدامة المنشودة، بوسائل جديدة، تخفض من الاعتماد على الموارد القابلة للنضوب مثل النفط وتضمن مُستقبلاً قابلاً للاستدامة لهذه الأمة، في وقت بزغت فيه مفاهيم الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية التي تشكل المعرفة جوهرها والقوة المحركة الرئيسية فيها.
الدكتور أحمد بلال الباحث والأستاذ في جامعة دمشق حاول طرق مصطلح اقتصاد المعرفة من بوابته العربية فلا يتحدث عن هيكلية اقتصادية متكاملة بل اكتفى بملامح ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى أفق تلوح بوادرها في المستقبل وقد نجح في شد القاري منذ الصفحة الأولى لكتابه الذي حمل عنوان " ملامح اقتصاد المعرفة العربي ـ أفق المستقبل ـ " الذي يسلط في الضوء على ملامح اقتصاد المعرفة العربي ويحلل أفقه المستقبلي بدءا منن مراحل تطور الاقتصاديات العالمية وتحديدا مع تشكل الاقتصاد الصناعي التقليدي مع عرض لتأريخ قيام اقتصاد المعرفة وتطور هذا الاقتصاد بالنسبة للاقتصاد العالمي ككل انتقالا إلى مقومات صناعة اقتصاد المعرفة القائمة على التزاوج بين منتجات العقل مع رأس مال الأفراد والشركات التي تتحول إلى مشاريع صناعية وتكنولوجية ، ثم يحلل الحالة العربية وسماتها ويتناول بالتفصيل أسباب عدم قيام اقتصاد معرفي عربي مستندا إلى تحليل القوى الكامنة الكفيلة بقيام اقتصاد معرفة بعد أن يرسم له الطريق ويحدد أفق مستقبله وكل ذلك صاغه مستندا إلى تراكم خبرته المعرفية والعلمية التي قدم من خلالها عرضا تحليليا مدعما بالأرقام والرؤى لمستقبل عربي معرفي يستنهض الهمم وينقل العرب إلى اقتصاد المعرفة .
الدكتور بلال لم يجد مانعا من الدخول في تفاصيل وجدها ضرورة للمتابعين حيث قدم عرضا لتأريخ اقتصاد المعرفة وتطور هذا الاقتصاد بالنسبة للاقتصاد العالمي ككل. منتقلا إلى الحالة العربية بموضوع عن مزدوجة الإعلام والعلم يسلط فيه الضوء على سلوكيات المسؤول وإدارة تردي المعرفة العربية ومساهمة الإعلام في تمجيد الضعيف كذبا على حساب الجيد المميز .
ثم يكثف مراده من خوض غمار هذا البحث ليقول غنه قدم كتابه مساهمة في تلمس الطريق إلى نهضة علمية قادرة على إقامة اقتصاد معرفي عربي يساهم في قوة العرب وتحقيق طموحاتهم في مشروعهم الكبير هذا إن كان بقي لهم مثل هذا المشروع ؟
ويعود للسؤال في خاتمة كتابه ليقول : إذا كانت الأمور مرهونة بأوقاتها والعرب رهن أقدارهم وليسوا من يرسم الأقدار فإن مصيرهم عودة إلى الاستعمار وخضوع وخنوع .. أما الطريق إلى الكرامة والعزة والمجد فهو في رسم في رسم الطريق إلى المعرفة والعلم وتحصين الإنسان وتعظيم الأوطان .
لا لم تكن خطيئة أننا رسمنا الوطن في عيوننا وحلمنا به شامخا قويا بإنسانه وبعلمه ، لكن الخطيئة أنهم تُركوا يعبثون بنا وبالوطن ، فعبث بنا الآخرون، واستوطوا كرامتنا ، واستوطنوا أوطاننا ، لكننا سنظل نهتف للوطن لعل رجلا شامخا يطير إلينا على بساط من الكرامة والحرية الديمقراطية فتخط حروف وترسم سياسات ويقوم اقتصاد يواكب العلم والمعرفة ..اقتصاد معرفة عربي .
.ثورة أون لاين-بشار الحجلي