سقوط للحضارة الغربية

خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان:
الدفاع عن المثلية انتهاك إنساني وسقوط حضاري، وهو عنوان يعتبر بحدِّ ذاته كرسالة كافية لحراس “الحضارة الغربية” أو بالأحرى مدعي تلك الحضارة الذين ما برحوا إلا ويذكروننا بقِيَمها، سواء عبر محيطها الجامع للدول الغربية عموماً أو بنماذجها كدُوَلٍ تنادي بما يُسمَّى حقوق الإنسان مثل حقوق (المثلية) في تسويق خطير للانحلال والانسلاخ من القِيَم الإنسانية التي فطر عليها الإنسان وحذر من تجاوزها مختلف الشرائع السماوية.
وإني لأربأ بنفسي عن ذكرها أو الإشارة إليها، لكن أجد نفسي مضطراً لتوجيه أقسى العبارات الإنشائية حول ما سُمي بحقوق (المثلية) التي تدافع عنها أنظمة دولية أغلبها أو جميعها محسوبة على الحضارة الغربية التي قدمت للعالم في عصر ازدهارها الكشوفات الجغرافية والنهضة الصناعية، ومنها وصل إلى بقية العالم.
لكنها اليوم ـ أي هذه المنظومة الغربية وللأسف الشديد ـ بعيدة عن مفردات الحضارة، وأغلبها يدافع عن المثلية والانحلال القِيَمي والأخلاقي، بل تريد تصدير الانحلال إلى العالم الآخر بموجب اتفاقيات زائفة تقدم هذا الانحراف السقيم للعالم، بدلاً من الاهتمام بحقوق الإنسان الصحيحة التي أوصت بها مختلف الرسالات.
وللأسف ما زالت تلك القوى الشيطانية تلهث وتنوح وراء تلك الظاهرة المنحطة التي يأنف البشر عن ذكرها وتأبى النفوس الإشارة إليها، وهؤلاء الأدعياء لم يكتفوا بنشرها والدفاع عنها وسط مجتمعاتهم، بل يلهثون بكُلِّ السُّبل والوسائل لإيصال خبثها إلى بقية العالم.
ونحن هنا نقدم لهم تفنيداً لهذه المسألة من الزاوية الدينية والشواهد التاريخية للعقوبات الإلهية كما أخبرنا بها الله عزَّ وجلَّ، ونحن أولاً ناصحون، فهذه الدلائل التي أنزلها الله في القرآن الكريم، إن أراد مروِّجو هذه الظاهرة الأخذ بها، فهي لهم وقاية من الانحلال وحصانة لمجتمعهم من الضياع وحفظٌ للأُسر من السقوط، وندعوهم لعلاج هذه الظواهر بدلاً من الانغماس فيها.
أيها المنادون بذلك المجون والانحلال والفجور بئس النهج نهجتم وبئس الفكر تسوِّقون، لذا سنتحاكم نحن وإياكم بالمنهج السديد والفكر الرشيد بما ورد في الكتب السماوية جميعها التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، وشدد عليه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فقال تعالى: (إِنَّ الّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النور:19].
نعلم أن هناك منظمات دولية توجهكم نَحْوَ خراب العالم والإلحاد وهي قوى شيطانية تريد دمار العالم بهدف تقليل عدد سكان الأرض، وهذه المنظمات العالمية ـ للأسف ـ تحكم قبضتها من خلال المال والإعلام، ووجدت من يُنظِّم مثل هذه الظواهر من دول عالمية كانت ـ للأسف ـ تُعدُّ قبلة للعالم وصانعة للحضارة، لكنها اليوم تتخلى عن قِيَمها وأخلاقها في سبيل تأطير تلك السلوكيات الماجنة القذرة وتنظيمها وفق اتفاقيات دولية تعنى بما يُسمى حقوق المثلية الـLGBT وهذه الدول كان يفترض بها مكافحة تلك الأمراض التي تدمِّر المجتمعات.
والسؤال هنا: لماذا كانت النظم الدولية الغربية تكافح تلك السلوكيات وتجرِّمها في عهود سابقة، واليوم وجدت من يدافع عنها في حالة تُمثِّل انهياراً وسقوطاً للحضارة الغربية؟ نعم لأن أولئك كانوا صناع الحضارات، أما أنتم فعلى يديكم سيكون انهيار هذه الحضارة ودمار مجتمعاتكم أولاً وينقرض عدد سكانكم تدريجياً.
ونحن نوجه رسالتنا بالمقابل للشرفاء ممَّن بقي على العهد والقِيَم والأخلاق والفكر القويم من مختلف الأُمم والأعراق أن رسالتكم اليوم مهمَّة وواجبة لمكافحة مثل هذه الأمراض وتوجيه من يدافع عن هذا الدمار والانهيار والسقوط؛ نقول للشرفاء حول العالم: “قدموا النصيحة أولاً” وإن لم ينصَعْ هؤلاء للنصيحة فليسمحوا بهجرة المثليين إلى بلادهم ويمنحوهم الحقوق هناك، فبلادنا ودساتيرنا تجرم هذه الخبائث.
إن المخربين يدبِّرون مثل هذه المثل المنحلة، ويبقى علينا البلاغ والنصيحة وعلى شرفاء العالم المناهضين لهذه الظاهرة المبادرة بالتصدي لأي اتفاقية دولية تجيز هذا الانحراف الخطير.

* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة