بمسلات الأوهام الانفصالية حاكت ميليشيا قسد شبكة تآمرها على وحدة الأراضي السورية وقطعت أشواطاً في التمادي العدواني وفي ممارسة طقوس الارتهان والعمالة الصاغرة للاحتلال الأميركي الذي يستخدمها حطباً في أفران أطماعه.
ففي لهاثها لتحصيل جزرة الانفصال من بين أنياب الثعلب الأميركي ارتضت أن تكون حربة مسمومة بالخاصرة الشرقية السورية، وأوراق تفردها واشنطن على طاولة المساومات لتعطيل التحرير وعرقلة تعافي السوريين بحرمانهم من مقدراتهم وثروات وطنهم، التي ينهبانها بلصوصية سافرة على الملأ الدولي.
فأميركا لا يهمها أن تلقي بأدواتها الوظيفية من نظام تركي مجرم وميليشيا عميلة وقوداً في نيران مصالحها إن اقتضت الحاجة المرحلية ذلك، لتبقي جبهة مستعرة أو تؤجج حرائق اضطرابات، وطبيعة المرحلة الأخيرة من عمر إرهابها على الجغرافيا السورية تتطلب رفع حرارة مناوراتها إلى أعلى درجات العته السياسي والعسكري، فتترك لأردوغان الحبل على غارب إرهابه، وتضحك على لحى “قسد ” بالربت على كتف مآربها كأسلوب تعتمده لإغراء الحمقى بالانتحار على حافة الأوهام.
في المقابل مازالت “قسد” تدفن رأسها في رمال الحماقة، برغم أن صفعات الرفض الشعبي على وجوه إرهابها أكبر برهان على أن استطالات أوهامها الانفصالية مستحيلة التحقيق، وإن المقاومة الشعبية ستطوقها بحزام نار يحرق قش مخططاتها، ورغم التخلي الأميركي عنها مرات ومرات.
اليوم باتت قسد على مفترق طرق كلها تؤشر وتقود إلى هاوية الأوهام وبات متزعمو إرهابها يتحسسون صفعات التخلي الأميركي ويتخوفون باعترافاتهم من قادم أيام يركلهم فيها مشغلهم الذي يصم آذانه عن سماع استغاثاتهم، ويتركهم يندبون الخيبة على قارعة التخلي المهين، وهم بسددون فواتير انصياعهم الصاغر .
من يعول على أميركا سيسقط من ثقوب غربال مصالحها فسياساتها لا تحكمها مبادئ نظيفة أو عهود وذمم، ومن يتوهم أنه سيرتوي من قرب عربدتها سيقضي عطشاً، ومن يلتحف برداء خيانته وعمالته سيرتجف من صقيع التبعية الرخيصة ويلتسع بسموم رهاناته الخاسرة.