بين (الحياة العادية) التي تحدثت عنها “أديل فان ريث” وكتاب “فرانسوا جوليان” (الحياة الحقّة).. تتشعب معاني ما نحياه بين العادي والمألوف.. الزائف والوهمي والأصيل..
فهل نختار العيش الذين نرغب ونحبّ..؟
وكيف نصيغ الحياة.. إذا لم نُحسن اختلاس لحظات سعادة منها..؟
كأن جودة الحياة ترتبط بمدى ما تمنح صاحبها من فرحٍ وسعادة..
فما هي هذه الحياة التي ندّعي عيشها..؟
ربما كانت مجرد هذا التدفق اللامحدود للزمن بكل مجريات وتفاصيل يوميات نقوم بها إن رغبنا أم لا..
وربما كانت هي القدرة على اقتناص غير العادي.. الاستثنائي.. والمميز ضمن جريان نهر الزمن.
في تشعبات المعاني الصعبة للحياة “الآن وهنا”، يبدو أي شيء ننجزه، اختراقاً لاعتيادية الإيقاع المعيشي قبل الحرب هو، بالفعل، (إنجاز)..
وبالتالي نحن نحيا، حقيقةً، مقدار ما نستطيع تطويع اللحظات لصالح قانون توازننا النفسي والمعنوي.. وفقط بشرط التواجد على هذه البقعة من الإحداثيات الجغرافية.
إذاً كيف علينا غدر هذا “الشرط الزمكاني”..؟
وكيف يجب اغتيال ما يستجرّه من ظروف تُعيد العيش إلى الوراء وكأننا خارج حدود طبيعية العيش..؟
كيف نصيغ أو نخترع الحياة اختلاساً..
وهل بالفعل تطورت مهاراتنا لصنع الحياة خلال السنوات الماضية أم أن العكس هو ما يحدث..؟
يبدو أن مجرد “الاستمرار” و”عدم الشكوى” مؤشران مهمّان لانتشال بقايا قدرتنا على صنع حياة تليق بما نحلم به..
ويبقى أن نتنبّه إلى تمييز فرانسوا جوليان ما بين مستويين من الحياة، الأولى الحيوي، والثاني الحي، “الأول يعني أن لا نموت أو أن لا تنتهي حياتنا، أما الثاني فهو يعني بالإضافة إلى عدم الموت مقاومة اللاحياة، اللاحياة التي هي حياة مزيّفة”..
ومع ذلك لابأس من التغافل في بعض الأوقات عن تساؤلات مشاغبة حول معاني الحياة ومدى كياستها.. والاستغراق تماماً في مختلف انشغالات تفاصيلها، مهما تفاوت جوهر مضمونها.