ميلاد المحبة

نحتفل اليوم بعيد ميلاد رسول المحبة والسلام.. عيد الميلاد المجيد.. ميلاد رسول، نعيش هذا اليوم بكلّ معانيه – مسلمون ومسيحيون على حد سواء -، رغم أوضاعنا الحياتية القاسية جداً، لكننا ورغم تلك المعاناة فإننا نشارك أخوتنا وأبناء بلدنا فرح العيد انطلاقاً من حالة الإخاء الإسلامي- المسيحي الذي يمثل حقيقة تاريخية وضرورة اجتماعية نعيشها في مختلف الحقب، وخلال ما تواجهه بلدنا من تحديات، والشواهد حية على ذلك وكثيرة تحفل بها كتب التاريخ.‏
وعندما نقول ميلاد مجيد نقولها بكلّ حبّ وودّ.. ممزوجة برائحة كنائس سورية التي خبرناها جميعاً بمختلف شرائحنا وأطيافنا، خبرناها في الأعياد والتراتيل، مع الدين والتسامح… فيسوع المسيح كان وسيبقى رسول المحبة والخير لكل البشر، فهو الذي يقول (أعطني من يحب فيفهمني) أي يفهم معنى السر الإلهي الذي (لا يُعقل) لأنه يفوق العقل.
فالحبّ يذهب أبعد من حدود المنطق.. إيماننا بسر التجسد هو إيمان بأن الله على كلّ شيء قدير.. لا أن يكون كبيراً وعظيماً بحسب المعيار البشري، بل أن يكون أكبر وأعظم طبقاً لمعيار الله الذي هو الحبّ.. كبر الله وعظمته يظهر في صغر طفل بيت لحم وتواضعه.. ولا أكبر ممن يستطيع أن ينحني، لا لأنه مُرغم، بل لأنه حق كبير ولا يحتاج لأن يبرهنه لأحد، ولا أعظم ممن يستطيع أن يتحرر من العظمة في التواضع.. مبارك الآتي باسم الرب، الآتي إلى قلوبنا، الآتي إلى حياتنا، الآتي لكي تصبح أرضنا سماءً.‏
فعيد الميلاد كما هو الحال بالنسبة للاحتفالات الدينية الأخرى مناسبة لتقوية أواصر الأخوة بين الناس ولعل اللحمة الوطنية التي يعيشها بلدنا تعد نموذجاً للمحبة والإخاء ولعل الزيارات بين أبناء الوطن في عيد الميلاد وغيره من الأعياد ماهي إلا دليل التآخي بين أطياف الشعب الواحد.‏
وعيد الميلاد يعني أن الله معنا، ويعني المحبة وهذا ما دعا إليه رسول المحبة والسلام السيد المسيح ونحن في سورية الحبيبة نعيش اللحمة الوطنية منقطعة النظير، فلا فرق بين مسيحي ومسلم، الاثنان يكملان بعضهما البعض، وبالتأكيد فإن من المعاني السامية لميلاد المسيح أن يعم السلام أرجاء العالم، وأن يكون الإخاء والمحبة عنواناً نعيشه بكل معانيه، ومحبة الله تحثنا أن نضحي في سبيل العزة والكرامة.. وأن نضحي من أجل أن يبقى بلدنا قوياً عزيزاً آمناً لا تهزه الرياح العاتية التي وفدت إلينا من كل أصقاع الدنيا لتخرب ما بنيناه بعرقنا وجهدنا جميعاً عبر سنوات طوال، ونحن هنا نقول:‏
والميلاد المجيد فرصة للدعاء إلى الله أن يعم الخير أرجاء الوطن الذي يجتمع بين أطيافه كلّ السوريين تحت راية التسامح والمحبة والإخاء، ولتبارك الصلوات التي تقام بالدعاء إلى الله أن يحفظ السيد الرئيس بشار الأسد قائداً لكلّ الشرفاء وأن تزول عن كاهلنا تلك الغمة السوداء التي تنغص حياتنا.

آخر الأخبار
مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي "الطوارئ والكوارث": أكثر من 1500 حريق و50 فريق إطفاء على خطوط المواجهة