الملحق الثقافي- رجاء شعبان:
من الحزن ينبت قلبي ياحبيبي
كزهرة المساء
يواسيها ظلال القمر…
تنظر إليه..
تسكت قليلاً..
ببعض البكاء…
كطفلةٍ ملَأَتْها ظلمة الضجر
فلم يعد يؤنسها شيء من ليالي السهر
أنا ياحبيبي سئمتُ الشتاء!
كلّ عام يأتي…
بعد أن أوضّب الأشياء
يأتي بالعواصف يبعثرني
وأمضي دون شيء إلا الخيبة أو الخواء
لا… لم أعد أحبّ الأجواء
ولا تُفرِحني الأنبياء
أنا ياحبيبي بتخلّيك عنّي
لأجل لا أدري -ماذا-!؟
طعنَتْني الأحزان
ورمتني في التشرذم ألوك بقايا الغربان
أستعير معاطف البوم
وأبكي…
أبكي نفسي البعيدة عنّي
لم أعد شيء!
كانون يهدّدني فيما لو تماديت بالنبض
أو أعلنت الاستبشار
هذا العابس دوماً بوجهي وبوجه العصافير
يجمّدنا بريشنا تحت وخز المطر
ونهاية تشرين
تهدّدنا بانحسار الشمس لخلف الدفء
يحاربها هذا الفارس الغريب..
كالموت
ربّما لا نحبّ الموت نحن!
ربّما لا نحب الحياة!
ربّما نحن منذ البداية تقتلنا الهشاشة
ويُدمينا السراب
نرى الهواء يغذّينا
ويهزأ بنا، يمنّنا كأنّه الضياء!
ترفله آلاف السحب من الضباب
تساعد على هزمنا
نحن الذين لا نملك إلا..
ريشاً ناعماً
وأجنحة من لحم وضيع
العدد 1126 – 3-1-2023